responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 24
ألا تحب الدنيا ؟، فقل: ما احبها [1] وقد اغتر بها غيري. يا شمعون خالط الابرار واتبع النبيين: يعقوب ويوسف وداود، إن الله تبارك وتعالى لما خلق السفلى فخرت وزخرت [2] وقالت: أي شئ يغلبني ؟ فخلق الارض فسطحها على ظهرها، فذلت، ثم إن الارض فخرت وقالت: أي شئ يغلبني ؟ فخلق الله الجبال، فأثبتها على ظهرها أوتادا من أن تميد بما عليها، فذلت الارض واستقرت، ثم إن الجبال فخرت على الارض، فشمخت [3] واستطالت وقالت: أي شئ يغلبني ؟ فخلق الحديد، فقطعها، فذلت، ثم إن الحديد فخر على الجبال وقال: أي شئ يغلبني ؟ فخلق النار، فأذابت الحديد، فذل الحديد، ثم إن النار زفرت وشهقت و فخرت وقالت: أي شئ يغلبني ؟ فخلق الماء، فأطفأها فذلت، ثم إن الماء فخر و زخر وقال: أي شئ يغلبني ؟ فخلق الريح، فحركت أمواجه وأثارت ما في قعره [4] وحبسته عن مجاريه، فذل الماء، ثم إن الريح، فخرت وعصفت وقالت: أي شئ يغلبني ؟ فخلق الانسان، فبنى واحتال ما يستتر به من الريح وغيرها فذلت الريح، ثم إن الانسان طغى وقال: من أشد مني قوة، فخلق الموت فقهره، فذل الانسان، ثم إن الموت فخر في نفسه، فقال الله عزوجل: لا تفخر فإني ذابحك بين الفريقين: أهل الجنة وأهل النار، ثم لا احييك أبدا فخاف [5] ثم قال: والحلم يغلب الغضب والرحمة تغلب السخط والصدقة تغلب الخطيئة [6].

[1] في بعض النسخ [ ما أريدها ].
[2] الزخر: الفخر والشرف.
[3] الشمخ والشموخ: العلو والرفعة.
[4] الثور: الهيجان والنهوض.
[5] يستفاد من هذا الحديث: أن كل موجود له صفة تخص به، وبها يقهر ما دونه، و يغلب عليه ولكن لا يجوز أن يفتخر بها على ما دونه، لانه مقهور ومغلوب بما فوقه " وفوق كل ذى علم عليم " فيكون الكبر موجبا لسقوطه، حتى أن الانسان مع ما فيه من القوة والقدرة التى لا يكون في غيره مقهور ومغلوب بالموت، وكذلك الموت أيضا. واما ما في الحديث من خلق الموت إشارة إلى ما في قوله تعالى في سورة الملك " الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ". وفى تفسير القمى " خلق الموت والحياة " قدرهما ومعناه قدر الحياة ثم الموت.
[6] أي تقهره وتدفعه. (*)

نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست