responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 170
ناعق يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم فيهتدوا ولم يلجأوا إلى ركن وثيق فينجوا. يا كميل العلم خير من المال. العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والمال تفنيه النفقة [1] والعلم يزكو على الانفاق. العلم حاكم والمال محكوم عليه. يا كميل بن زياد محبة العالم دين يدان به [2] به يكسب الانسان الطاعة في حياته وجميل الاحدوثة بعد وفاته. ومنفعة المال تزول بزواله. مات خزان الاموال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر. أعيانهم مفقودة وأمثلتهم في القلوب موجودة. ها، إن ههنا لعلما جما - وأشار إلى صدره - لم أصب له خزنة [3] بلى أصيب لقنا غير مأمون، مستعملا آلة الدين في طلب الدنيا، يستظهر بحجج الله على أوليائه وبنعمة الله على معاصيه أو منقادا لحملة الحق [4] لا بصيرة له في أحنائه، ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة، اللهم لا ذا ولا ذاك، أو منهوما باللذة [5] سلس القياد للشهوة، أو مغرما بالجمع والادخار ليسا من رعاة الدين ولا من ذوي البصائر واليقين. أقرب شبها بهما الانعام السائمة [6] كذلك يموت العلم بموت حملته. اللهم بلى، لا يخلو الارض من قائم لله بحجة إما ظاهرا مشهورا أو خائفا مغمورا [7]

[1] في النهج [ تنقصه النفقة ].
[2] في النهج [ العلم دين يدان به، به يكتسب الانسان الطاعة في حياته ]. وذلك لان العلم أشبه شئ بالدين، فالعالم في قومه كالنبى في امته، يوجب على المتدينين طاعة صاحبه في حياته والثناء عليه بعد وفاته. والاحدوثة - بالضم - ما يتحدث به.
[3] أي لم أجد له خازنين. واللقن - بفتح فكسر -: سريع الفهم.
[4] " منقادا " معطوف على " لقنا ". والاحناء: جمع حنو: طرف الشئ وجانبه. والمراد جوانب الحق وخفاياه ودقائقه.
[5] المنهوم: المفرط في شهوة الطعام. والسلس: السهل. والقياد: حبل يقاد به. والمغرم - بفتح الراء -: المولع به.
[6] السائمة: الانعام والمواشى الراعية.
[7] المغمور: المقهور، المستور، المجهول، الخامل الذكر. وفى بعض النسخ [ إما ظاهرا مكشوفا أو خائفا مفردا ]. (*)

نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست