responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 160
أما النهار فحكماء علماء، أبرار أتقياء، قد براهم الخوف أمثال القداح [1] ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضى ويقول: قد خولطوا [2] وقد خالط القوم أمر عظيم إذا هم ذكروا عظمة الله تعالى وشدة سلطانه، مع ما يخالطهم من ذكر الموت وأهوال القيامة أفزع ذلك قلوبهم وطاشت له أحلامهم [3] وذهلت له عقولهم فإذا أشفقوا من ذلك [4] بادروا إلى الله بالاعمال الزاكية لا يرضون باليسير ولا يستكثرون له الكثير. هم لانفسهم متهمون ومن أعمالهم مشفقون إذا زكي أحدهم خاف مما يقولون، فيقول: أنا أعلم بنفسي من غيري وربي أعلم بي منى. اللهم لا تؤاخذني بما يقولون واجعلني خيرا مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون إنك علام الغيوب. فمن علامة أحدهم أنك ترى له قوة في دين. وخوفا في لين. وإيمانا في يقين [5]. وحرصا في علم. وكيسا في رفق [6] وشفقة في نفقة. وفهما في فقه. وعلما في حلم. وقصدا في غنى [7]. وخشوعا في عبادة. وتجملا في فاقة [8] وصبرا في شدة. ورحمة للمجهود وإعطاء في حق. ورفقا في كسب. وطلبا في حلال. ونشاطا في هدى وتحرجا عن طمع [9] وبرا في استقامة واعتصاما عند شهوة. لا يغره ثناء من جهله. ولا يدع إحصاء

[1] القداح: جمع قدح - بالكسر -: السهم قبل أن براش. وقوله: " براهم " أي نحت الخوف أجسامهم كما ترقق السهام بالنحت.
[2] خولط في عقله: اضطرب عقله واختل ومازجه خلل فيه. والامر العظيم الذى خالط عقولهم هو الخوف الشديد من الله.
[3] طاش السهم: عدل وجاز. وطاش عقله: خف وذهب. والاحلام: جمع حلم - بالكسر - أي العقل والذهول: الذهاب بدهشة.
[4] أشفق من كذا: خاف منه. والمشفقون: خائفون من التقصير فيها.
[5] أي إيمان في حد اليقين.
[6] الكيس: العقل، الفطنة، جودة القريحة، خلاف الحمق. والشفقة - بالتحريك -: الرحمة.
[7] قصدا: اقتصادا. التجمل: التظاهر باليسر. والفاقة: الفقر.
[8] في بعض النسخ [ تحملا في فاقة ] بالحاء المهملة.
[9] التحرج التجنب والتباعد. (*)

نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست