responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 150
آت كما وعد، فاقتدوا بهدي رسول الله صلى الله عليه وآله [1] فإنه أفضل الهدي واستنوا بسنته. فإنها أشرف السنن. وتعلموا كتاب الله تبارك وتعالى، فإنه أحسن الحديث وأبلغ الموعظة، وتفقهوا فيه، فإنه ربيع القلوب واستشفوا بنوره فإنه شفاء لما في الصدور وأحسنوا تلاوته، فإنه أحسن القصص، " وإذا قرئ عليكم القرآن فاستمعوا له و أنصتوا لعلكم ترحمون [2] " وإذا هديتم لعلمه فاعملوا بما علمتم منه لعلكم تفلحون. فاعلموا عباد الله ! أن العالم العامل بغير علمه كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق من جهله [3] بل الحجة عليه أعظم وهو عند الله ألوم، والحسرة أدوم على هذا العالم المنسلخ من علمه مثل ما على هذا الجاهل المتحير في جهله وكلاهما حائر بائر مضل مفتون متبور ما هم فيه [4] وباطل ما كانوا يعملون. عباد الله ! لا ترتابوا فتشكوا. ولا تشكوا فتكفروا. ولا تكفروا فتندموا ولا ترخصوا لانفسكم فتدهنوا، وتذهب بكم الرخص مذاهب الظلمة فتهلكوا. ولا تداهنوا في الحق إذا ورد عليكم وعرفتموه فتخسروا خسرانا مبينا. عباد الله ! إن من الحزم أن تتقوا الله. وإن من العصمة ألا تغتروا بالله. عباد الله ! إن أنصح الناس لنفسه أطوعهم لربه وأغشهم لنفسه أعصاهم له. عباد الله ! إنه من يطع الله يأمن ويستبشر ومن يعصه يخب ويندم ولا يسلم. عباد الله ! سلوا الله اليقين، فإن اليقين رأس الدين وارغبوا إليه في العافية، فإن أعظم النعمة العافية، فاغتنموها للدنيا والآخرة وارغبوا إليه في التوفيق، فإنه اس

[1] الهدى - بالفتح -: الطريقة والسيرة.
[2] سورة الاعراف آية 203.
[3] أي كالجاهل المتحير الذى لا يفيق من جهله.
[4] البائر: الفاسد، الهالك، الذى لا خير فيه وفى المثل " حائر بائر " أي لا يطيع مرشدا ولا يتجه لشئ: والمبتور: المقطوع.
[5] لا ترخصوا أي لا تجعلوه رخيصا والرخصة - بالضم -: التسهيل والتخفيف. والادهان: المصانعة كالمداهنة أي المساهلة. (*)

نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست