الْمَارِقُونَ عَلَيَّ بِالنَّهْرَوَانِ فَلَقُوا رَجُلًا مِنْ صُلَحَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَ عُبَّادِهِمْ وَ مَنْ قَاتَلَ مَعِي يَوْمَ الْجَمَلِ وَ صِفِّينَ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَبَّابٍ وَ ذَبَحُوهُ وَ زَوْجَتَهُ وَ طِفْلًا لَهُ عَلَى دَمِ خِنْزِيرٍ وَ قَالُوا مَا ذَبْحُنَا هَؤُلَاءِ وَ هَذَا الْخِنْزِيرَ إِلَّا وَاحِدٌ وَ هَذَا فِعْلُنَا بِعَلِيٍّ وَ سَائِرِ أَصْحَابِهِ حَتَّى يُقِرَّ أَنَّهُ قَدْ كَفَرَ وَ غَيَّرَ وَ بَدَّلَ ثُمَّ يَتُوبَ وَ نَقْبَلَ تَوْبَتَهُ فَعَدَلْتُ إِلَيْهِمْ وَ خَاطَبْتُهُمْ بِالنَّهْرَوَانِ فَاحْتَجُّوا عَلَيَّ وَ احْتَجَجْتُ عَلَيْهِمْ فَكَانَ احْتِجَاجُهُمْ بَاطِلًا وَ كَانَ احْتِجَاجِي حَقّاً.
قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ حَمْدَانَ وَ يُعِيدُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ احْتِجَاجَهُمْ عَلَيْهِ وَ احْتِجَاجَهُ عَلَيْهِمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَلَمْ أُعِدْهُ لِأَنَّ شَرْحَهُ قَدْ تَقَدَّمَ.
وَ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى قَوْلِ الصَّادِقِ (عليه السلام) لِلْمُفَضَّلِ، قَالَ:
يَقُولُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) وَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا رَضُوا بِتَكْذِيبِي وَ نَقْضِ بَيْعَتِي وَ الْخِلَافِ عَلَيَّ وَ قِتَالِي وَ اسْتِحْلَالِ دَمِي وَ لَعْنِي قَرُّوا فَإِنِّي أَمَرْتُ الْأُمَّةَ بِمَا أَمَرْتَنِي بِهِ مِنْ تَرْبِيعِ الْأَظَافِيرِ وَ نَهَيْتُهُمْ عَنْ تَدْوِيرِهَا فَذَكَرُوا أَنِّي إِنَّمَا رَبَّعْتُهَا لِأَنِّي أَتَسَلَّقُ عَلَى مَشَارِبِ أَزْوَاجِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَآتِي مِنْهُنَّ الْفَاحِشَةَ وَ كُنْتُ أَبِيعُ الْخَمْرَ بِعَهْدِكَ وَ بَعْدَكَ وَ كُنْتُ أُغِلُّ الْفَيْءَ فِي جَمِيعِ غَزَوَاتِكَ وَ أَسْتَبِدُّ بِهِ دُونَكَ وَ دُونَ الْمُسْلِمِينَ وَ لَمْ يُبْقُوا عَضِيهَةً وَ لَا شُبْهَةً وَ لَا فَاحِشَةً إِلَّا نَسَبُوهَا إِلَيَّ وَ زَعَمُوا أَنِّي لَوِ اسْتَحْقَيْتُ الْخِلَافَةَ لَمَا قَدَّمْتَ عَلَيَّ فِي حَيَاتِكَ أَبَا بَكْرٍ فِي الصَّلَاةِ وَ لَقَدْ عَلِمْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّ عَائِشَةَ أَمَرَتْ بِلَالًا وَ أَنْتَ فِي وَعْكِ مَرَضِكَ وَ قَدْ نَادَى بِلَالٌ فِي الصَّلَاةِ فَأَسْرَعَتْ كَاذِبَةً عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَتْ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَأْمُرُكَ أَنْ تُقَدِّمَ أَبَا بَكْرٍ فَرَاجَعَ بِذَلِكَ بِلَالٌ وَ كُلٌّ يَقُولُ لَهُ مِثْلَ قَوْلِهَا فَرَجَعَ بِلَالٌ إِلَى الْمَسْجِدِ فَقَالَ إِنَّ مُخْبِراً أَخْبَرَنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَنَّهُ أَمَرَ بِتَقْدِيمِكَ يَا أَبَا بَكْرٍ فِي الصَّلَاةِ وَ رَجَعَتْ عَائِشَةُ مِنَ الْبَابِ نَكِرَتْ وَ قُلْتُ لَهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَيْلَكِ يَا حُمَيْرَاءُ مَا الَّذِي جَنَيْتِ أَمَرْتِ عَنِّي بِتَقْدِيمِ أَبِيكِ فِي الصَّلَاةِ فَقَالَتْ قَدْ كَانَ بَعْضُ ذَلِكَ يَا