رَسُولًا غَيْرِي وَ فِي الْإِنْجِيلِ قَوْلُهُ عَزَّ اسْمُهُ الَّذِي حَكَاهُ فِيمَا أَنْزَلَهُ عَلَيَّ مِنْ خِطَابِهِ لِأَخِي عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ (عليه السلام) وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ وَ يُعْلِمُ أَنَّهُ مَا يُرْسِلُ رَسُولًا اسْمُهُ أَحْمَدُ غَيْرِي وَ أَنَّ اللَّهَ مَنَحَنِيَ اللَّوْحَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِي يَحْمِلُهُ أَخِي عَلِيٌّ وَ آدَمُ فَمَنْ دُونَهُ تَحْتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ أَعْطَانِيَ الشَّفَاعَةَ وَ الْحَوْضَ تَفَضُّلًا مِنْهُ عَلَيَّ وَ أَعْطَانِي مَفَاتِيحَ الدُّنْيَا وَ كُنُوزَهَا وَ نَعِيمَهَا فَلَمْ أَقْبَلْهُ زُهْداً فِيهِ فَعَوَّضَنِي بِمَفَاتِيحِ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ فَجَعَلْتُ كُلَّ مَا أَعْطَانِيهِ رَبِّي لِأَخِي عَلِيٍّ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْهُمْ فَطُوبَى لَكُمْ وَ طُوبَى لِمَنْ وَالاكُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ فَقُمْنَا عَلَى أَقْدَامِنَا وَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ بِكَ عَلَيْنَا وَ بِأَخِيكَ عَلِيٍّ وَ ذُرِّيَّتِكَ فَنَسْأَلُ اللَّهَ يَقْبِضُنَا إِلَيْهِ السَّاعَةَ لِئَلَّا يَأْتِيَ أَحَدٌ مِنَّا بِبَائِقَةٍ تُخْرِجُهُ عَنْ هَذَا الْخَطَرِ الْعَظِيمِ فَقَالَ لَنَا (عليه السلام): كَلَّا لَا تَخَافُونَ فَإِنَّكُمْ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ فِيهِمْ: فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَ أُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ.
قَالَ جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ: فَقُلْتُ لِجَابِرٍ الْأَنْصَارِيِّ لَقَدْ أَسْعَدَنِيَ اللَّهُ بِلِقَائِكَ فِي هَذَا الْيَوْمِ وَ هَذَا بِبَرَكَةِ اللَّهِ وَ بَرَكَةِ سَيِّدِيَ الْبَاقِرِ (عليه السلام) وَ لِقَائِكَ إِيَّاهُ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ).
قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ يَا جَابِرُ خَبِّرْ مَنْ لَقِيَكَ مِنْ شِيعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ بِمَا سَمِعْتَهُ مِنِّي فَبِهَذَا عَهِدَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ).
وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْبَزَّازِ وَ أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ مَسْعُودٍ الْفُرَاتِيِّ قَالا جَمِيعاً وَ قَدْ سَأَلْتُهُمْ فِي مَشْهَدِ سَيِّدِنَا أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) بِكَرْبَلَاءَ عَنْ جَعْفَرٍ وَ مَا جَرَى فِي أَمْرِهِ بَعْدَ غَيْبَةِ سَيِّدِنَا أَبِي الْحَسَنِ عَلِيٍّ وَ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ الرِّضَا (عليه السلام) وَ مَا ادَّعَاهُ لَهُ جَعْفَرٌ وَ مَا فَعَلَ فَحَدَّثُونِي بِجُمْلَةِ أَخْبَارِهِ أَنَّ سَيِّدَنَا أَبَا الْحَسَنِ (عليه السلام) كَانَ يَقُولُ لَهُمْ تَجَنَّبُوا ابْنِي جَعْفَراً أَمَا إِنَّهُ بُنَيٌّ مِثْلُ حَامٍ مِنْ نُوحٍ الَّذِي قَالَ اللَّهُ جَلَّ مِنْ قَائِلٍ فِيهِ: