مَسْمُومَ الشُّفْرَتَيْنِ وَ أَمَرَنِي لِيُرْسِلَنِي إِلَى مَوْلَايَ أَبِي الْحَسَنِ إِذَا خَلَا مَجْلِسُهُ فَلَا يَكُونُ فِيهِ ثَالِثٌ غَيْرِي وَ أَعْلُوَ مَوْلَايَ بِالسَّيْفِ فَأَقْتُلَهُ فَانْتَهَيْتُ إِلَى مَا خَرَجَ بِهِ أَمْرُهُ إِلَيَّ فَلَمَّا وَرَدَ مَوْلَايَ لِلدَّارِ وَقَفْتُ مُشَارِفاً فَأُعْلِمَ مَا يَأْمُرُ بِهِ وَ قَدْ أَخْلَيْتُ الْمَجْلِسَ وَ أَبْطَأْتُ فَبَعَثَ إِلَيَّ هَذَا الطَّاغِي خَادِماً يَقُولُ امْضِ وَيْلَكَ مَا آمُرُكَ بِهِ فَأَخَذْتُ السَّيْفَ بِيَدِي وَ دَخَلْتُ فَلَمَّا صِرْتُ فِي صَحْنِ الدَّارِ وَ رَآنِي مَوْلَايَ فَرَكَلَ بِرِجْلِهِ وَسَطَ الْمَجْلِسِ فَانْفَجَرَتِ الْأَرْضُ وَ ظَهَرَ مِنْهَا ثُعْبَانٌ عَظِيمٌ فَاتِحٌ فَاهُ لَوِ ابْتَلَعَ سَامَرَّا وَ مَنْ فِيهَا لَكَانَ فِي فِيهِ سَعَةٌ لَا تُرَى مِثْلُهُ فَسَقَطَ الْمُتَوَكِّلُ لِوَجْهِهِ وَ سَقَطَ السَّيْفُ مِنْ يَدِهِ وَ أَنَا أَسْمَعُهُ يَقُولُ يَا مَوْلَايَ وَ يَا ابْنَ عَمِّي أَقِلْنِي أَقَالَكَ اللَّهُ وَ أَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فَأَشَارَ مَوْلَايَ بِيَدِهِ إِلَى الثُّعْبَانِ فَغَابَ وَ نَهَضَ وَ قَالَ وَيْلَكَ ذَلِكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ فَحَمِدْنَا اللَّهَ وَ شَكَرْنَاهُ.
وَ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: اجْتَمَعْتُ عِنْدَ أَبِي شُعَيْبٍ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْبَكْرِيِّ النُّمَيْرِيِّ وَ كَانَ بَاباً لِمَوْلَانَا الْحَسَنِ وَ بَعْدَهُ رَأَى مَوْلَانَا مُحَمَّداً (عليهما السلام) مِنْ بَعْدِ عُمَرَ بْنِ الْفُرَاتِ وَ كَانَ مَعَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُنْدَبٍ وَ عَلِيُّ بْنُ أُمِّ الرُّقَادِ وَ فَازَوَيْهِ الْكُرْدِيُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْكَاتِبُ، وَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيُّ وَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزِّيَادِيُّ وَ وَهْبٌ ابْنَا قَارِنٍ فَشَكَوْنَا إِلَى أَبِي شُعَيْبٍ وَ قُلْنَا مَا تَرَى إِلَى مَا قَدْ نَزَلَ بِنَا مِنْ عَدُوِّنَا هَذَا الطَّاغِي الْمُتَوَكِّلِ عَلَى سَيِّدِنَا أَبِي الْحَسَنِ (عليه السلام) وَ عَلَيْنَا وَ مَا نَخَافُهُ مِنْ شَرِّهِ وَ إِنْفَاذِهِ إِلَى إِبْرَاهِيمَ الديدج [الدِّيزَجِ بِحَفْرِ قَبْرِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ (عليه السلام) بِكَرْبَلَاءَ فَقَالَ أَبُو شُعَيْبٍ السَّاعَةَ تَجِيئُكُمْ رِسَالَةٌ مِنْ مَوْلَايَ أَبِي الْحَسَنِ وَ تَرَوْنَ فِيهَا عَجَباً يَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ وَ تَقَرُّ عُيُونُكُمْ وَ تَعْلَمُونَ أَنَّكُمُ الْفَائِزُونَ فَمَا لَبِثْنَا أَنْ دَخَلَ عَلَيْنَا كَافُورٌ الْخَادِمُ مِنْ دَارِ مَوْلَانَا أَبِي الْحَسَنِ (عليه السلام) وَ قَالَ يَا أَبَا شُعَيْبٍ مَوْلَايَ يَقُولُ لَكَ قَدْ عَلِمْتُ اجْتِمَاعَ إِخْوَانِكَ عِنْدَكَ السَّاعَةَ وَ عَرَفْتُ شَكْوَاهُمْ إِلَيْكَ فَيَكُونُوا عِنْدَكَ إِلَى أَنْ يَقْدَمَ رَسُولِي بِمَا تَعْمَلُ فَقَالَ أَبُو شُعَيْبٍ سَمْعاً وَ طَاعَةً لِمَوْلَايَ فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ نَهَارَنَا وَ صَلَّيْنَا الْعِشَائَيْنِ وَ هَدَّتِ الطُّرُقُ فَقَالَ أَبُو شُعَيْبٍ: خُذُوا هِبَتَكُمْ فَإِنَ