بِالْإِمَامَةِ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ.
وَ عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَسْعُودٍ وَ عَلِيٍّ وَ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى سَيِّدِنَا أَبِي الْحَسَنِ (عليه السلام) بِسَامَرَّا وَ بَيْنَ يَدَيْهِ أَحْمَدُ بْنُ الْخَصِيبِ وَ مُحَمَّدٌ وَ إِبْرَاهِيمُ الْخَيَّاطُ وَ عُيُونُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ فَأَشَارَ إِلَيْنَا (عليه السلام) بِالْجُلُوسِ فَجَلَسْنَا وَ قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا عَلِمَهُ إِخْوَانُكُمْ فَقُلْنَا حَدِّثْنَا مِنْهُ يَا سَيِّدَنَا ذِكْراً قَالَ: نَعَمْ، هَذَا الطَّاغِي قَالَ مُسْمِعاً لِحَفَدَتِهِ وَ أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ تَقُولُ شِيعَتُكَ الرَّافِضَةُ إِنَّ لَكَ قُدْرَةً وَ الْقُدْرَةُ لَا تَكُونُ إِلَّا لِلَّهِ فَهَلْ تَسْتَطِيعُ إِنْ أَرَدْتُ سُوءاً تَدْفَعُهُ فَقُلْتُ لَهُ وَ إِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِسُوءٍ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ* فَأَطْرَقَ ثُمَّ قَالَ إِنَّكَ لَتُرْوَى لَكُمْ قُدْرَةٌ دُونَنَا وَ نَحْنُ أَحَقُّ بِهِ مِنْكُمْ لِأَنَّنَا خُلَفَاءُ وَ أَنْتُمْ رَعِيَّتُنَا فَأَمْسَكْتُ عَنْ جَوَابِهِ لِأَنَّهُ أَرَادَ يُبَيِّنُ جَبْرَهُ بِي فَنَهَضْتُ فَقَالَ لَتَقْعُدَنَّ وَ هُوَ مُغْضَبٌ فَخَالَفْتُ أَمْرَهُ وَ خَرَجْتُ فَأَشَارَ إِلَى مَنْ حَوْلَهُ الْآنَ خُذُوهُ فَلَمْ تَصِلْ أَيْدِيهِمْ إِلَيَّ وَ أَمْسَكَهَا اللَّهُ عَنِّي فَصَاحَ الْآنَ قَدْ أَرَيْتَنَا قُدْرَتَكَ وَ الْآنَ نُرِيكَ قُدْرَتَنَا فَلَمْ يَسْتَتِمَّ كَلَامَهُ حَتَّى زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ وَ رَجَفَتْ فَسَقَطَ لِوَجْهِهِ وَ خَرَجْتُ فَقُلْتُ فِي غَدٍ الَّذِي يَكُونُ لَهُ هُنَا قُدْرَةٌ يَكُونُ عَلَيْهِ الْحُكْمُ لَا لَهُ فَبَكَيْنَا عَلَى إِمْهَالِ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ تَجَبُّرِهِ عَلَيْنَا وَ طُغْيَانِهِ فَلَمَّا كَانَ مِنْ غَدِ ذَلِكَ الْيَوْمِ فَأَذِنَ لَنَا فَدَخَلْنَا فَقَالَ هَذَا وَلِيُّنَا زَرَافَةُ يَقُولُ إِنَّهُ قَدْ أَخْرَجَ سَيْفاً مَسْمُوماً مِنَ الشُّفْرَتَيْنِ وَ أَمَرَهُ أَنْ يُرْسِلَ إِلَيَّ فَإِذَا حَضَرْتُ مَجْلِسَهُ أَخْلَى زَرَافَةُ لَأْمَتَهُ مِنِّي وَ دَخَلَ إِلَيَّ بِالسَّيْفِ لِيَقْتُلَنِي بِهِ وَ لَنْ يَقْدِرَ عَلَى ذَلِكَ فَقُلْنَا يَا مَوْلَانَا اجْعَلْ لَنَا مِنَ الْغَمِّ فَرَجاً فَقَالَ أَنَا رَاكِبٌ إِلَيْهِ فَإِذَا رَجَعْتُ فَاسْأَلُوا زَرَافَةَ عَمَّا يَرَى قَالَ: وَ جَاءَتْهُ الرُّسُلُ مِنْ دَارِ الْمُتَوَكِّلِ فَرَكِبَ وَ هُوَ يَقُولُ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً وَ لَمْ نَزَلْ نَرْقُبُ رُجُوعَهُ إِلَى أَنْ رَجَعَ وَ مَضَيْنَا إِلَى زَرَافَةَ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فِي حُجْرَةِ خَلْوَتِهِ فَوَجَدْنَاهُ مُنْفَرِداً بِهَا وَاضِعاً خَدَّهُ عَلَى الْأَرْضِ يَبْكِي وَ يَشْكُرُ اللَّهَ مَوْلَاهُ وَ يَسْتَقِيلُهُ فَمَا جَلَسَ حَتَّى أَتَيْنَا إِلَيْهِ فَقَالَ لَنَا: اجْلِسُوا يَا إِخْوَانِي حَتَّى أُحَدِّثَكُمْ بِمَا كَانَ مِنْ هَذَا الطَّاغِي وَ مِنْ مَوْلَايَ أَبِي الْحَسَنِ فَقُلْنَا لَهُ: سُرَّنَا سَرَّكَ اللَّهُ فَقَالَ إِنَّهُ أَخْرَجَ إِلَيَّ سَيْفاً