وَ مَشْهَدِ أَبِي الْحَسَنِ بِسُرَّمَنْرَأَى.
قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ حَمْدَانَ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّا عَنْ خزمان [خَيْرَانَ الْأَسْبَاطِيِّ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ، عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ (عليه السلام) وَ هُوَ بِالْمَدِينَةِ فَلَمَّا لَقِيتُهُ قَالَ يَا خزمان [خَيْرَانُ مَا خَبَرُ الْوَاثِقِ عِنْدَكَ فَقُلْتُ خَلَّفْتُهُ فِي عَافِيَةٍ فَقَالَ لِي:
إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ إِنَّهُ مَاتَ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ عَهْدِي بِهِ مُنْذُ بِضْعَةِ أَيَّامٍ سَالِمٌ قَالَ: هَاهُنَا مَنْ يَقُولُ إِنَّهُ مَاتَ فَلَمَّا ذَكَرَ ذَلِكَ عَلِمْتُ أَنَّ الَّذِي يَقُولُ لَهُ عِنْدَهُ فَقَالَ لِي: مَا فَعَلَ ابْنُهُ جَعْفَرٌ قُلْتُ خَلَّفْتُهُ مَحْبُوساً قَالَ لِي: مَا فَعَلَ ابْنُ الزَّيَّاتِ قُلْتُ: النَّاسُ مَعَهُ وَ الْأَمْرُ أَمْرُهُ قَالَ: يَا وَيْلَهُ مَشْؤُومٌ عَلَى نَفْسِهِ ثُمَّ سَكَتَ وَ قَالَ قُتِلَ ابْنُ الزَّيَّاتِ فَقُلْتُ مَتَى فَقَالَ بَعْدَ خُرُوجِكَ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ فَكَانَ كَمَا قَالَ (عليه السلام).
وَ عَنْهُ عَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَكَّاءِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ مَرِضْتُ مَرَضاً شَدِيداً فَدَخَلَ عَلَيَّ الطَّبِيبُ وَ قَدِ اشْتَدَّتْ بِيَ الْعِلَّةُ فَأَصْلَحَ لِي دَوَاءً بِاللَّيْلِ لَمْ يَعْلَمْ بِهِ أَحَدٌ وَ قَالَ خُذْ تَدَاوَ فِيهِ مُدَّةَ عَشَرَةِ أَيَّامٍ فَإِنَّكَ تَتَعَافَى إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِي نِصْفَ اللَّيْلِ وَ تَرَكَ الدَّوَاءَ فَمَا بَعُدَ عَنِّي إِلَّا أَتَانِي نَصْرٌ غُلَامُ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيٍّ (عليه السلام) فَاسْتَأْذَنَ عَلَيَّ وَ دَخَلَ مَعَهُ هَاوَنٌ فِيهِ مِثْلُ ذَلِكَ الدَّوَاءِ الَّذِي أَصْلَحَهُ الطَّبِيبُ بِتِلْكَ السَّاعَةِ وَ قَالَ لِي مَوْلَايَ يَقُولُ لَكَ الطَّبِيبُ اسْتَعْمَلَ لَكَ دَوَاءً مُدَّةَ عَشَرَةِ أَيَّامٍ نَحْنُ إِنَّمَا بَعَثْنَا لَكَ هَذَا الدَّوَاءَ فَخُذْ مِنْهُ مَرَّةً وَاحِدَةً تَبْرَأْ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ سَاعَتِكَ قَالَ زَيْدٌ وَ اللَّهِ عَلِمْتُ أَنَّ قَوْلَهُ حَقٌّ فَأَخَذْتُ ذَلِكَ الدَّوَاءَ مِنَ الْهَاوَنِ مَرَّةً وَاحِدَةً فَتَعَافَيْتُ مِنْ سَاعَتِي وَ رَدَدْتُ دَوَاءَ الطَّبِيبِ عَلَيْهِ وَ كَانَ نَصْرَانِيّاً فَرَآنِي فِي صُبْحَةِ يَوْمِي وَ سَأَلَنِي مُذْ رَآنِي مُعَافًى مِنْ عِلَّتِي مَا كَانَ السَّبَبُ فِي عَافِيَتِي وَ لِمَ رَدَدْتُ عَلَيْهِ الدَّوَاءَ فَحَدَّثْتُهُ عَنْ دَوَاءِ أَبِي الْحَسَنِ وَ لَمْ أَكْتُمْ عَنْهُ شَيْئاً فَمَضَى إِلَى أَبِي الْحَسَنِ وَ أَسْلَمَ عَلَى يَدِهِ وَ قَالَ: يَا سَيِّدِي هَذَا عِلْمُ الْمَسِيحِ وَ لَيْسَ يَعْلَمُهُ أَحَدٌ إِلَّا مَنْ يَكُونُ مِثْلَهُ.