عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ وَ كَانَ ذَا مَالٍ وَ دُنْيَا عَرِيضَةٍ فَطَالَبَهُ الْقُفْصُ بِأَنْ يَشْتَرِيَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ بِمَالٍ عَظِيمٍ وَ عَذَّبُوهُ إِلَى أَنْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ احْشُوا فَاهُ جَمْراً حَتَّى يَشْتَرِيَ نَفْسَهُ مِنَّا فَفَعَلُوا ذَلِكَ فَانْتَثَرَتْ نَوَاجِذُهُ وَ أَنْيَابُهُ وَ أَضْرَاسُهُ وَ تَرَكَتْهُ الْقُفْصُ وَ جَمِيعُ سَائِرِ مَنْ فِي الْقَافِلَةِ وَ سَارُوا بِالْغَنِيمَةِ فَبَكَي عَلِيُّ بْنُ أَسْبَاطٍ وَ قَالَ وَ اللَّهِ مَا مُصِيبَتِي بِغَمِّي بِأَعْظَمَ مِنْ مُصِيبَتِي بِمَا حَمَلْتُهُ إِلَى سَيِّدِيَ الرِّضَا (عليه السلام) وَ رَقَدَ مِنْ شِدَّةِ وَجَعِهِ فَرَأَى فِي مَنَامِهِ سَيِّدَنَا الرِّضَا (عليه السلام) وَ هُوَ يَقُولُ لَهُ: لَا تَحْزَنْ فَإِنَّ هَدَايَاكَ وَ أَلْطَافَكَ عِنْدَنَا بِالسُّوسِ إِذَا وَرَدْنَاهَا وَ وَرَدْتَهَا وَ أَمَّا فُوكَ فَأَوَّلُ مَدِينَةٍ تَدْخُلُهَا فَاطْلُبِ السُّعْدَ الْمَسْحُوقَ فَاحْشُ بِهِ فَاكَ فَإِنَّ اللَّهَ يَرُدُّ عَلَيْكَ نَوَاجِذَكَ وَ أَنْيَابَكَ وَ أَضْرَاسَكَ فَانْتَبَهَ مَسْرُوراً، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَقَّ حَمْدِهِ عَلَى مَا رَأَيْتُ وَ حَقّاً مَا رَأَيْتُ وَ حَمَلَ نَفْسَهُ حَتَّى دَخَلَ أَوَّلَ مَدِينَةٍ وَ الْتَمَسَ السُّعْدَ بِهَا فَأَخَذَهُ وَ حَشَى فَاهُ فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ جَمِيعَ نَوَاجِذِهِ وَ سَارَ حَتَّى لَقِيَ سَيِّدَنَا الرِّضَا (عليه السلام) بِالسُّوسِ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ لَهُ: يَا عَلِيُّ قَدْ وَجَدْتَ جَمِيعَ مَا قُلْنَا لَكَ فِي السُّعْدِ حَقّاً فَادْخُلْ إِلَى تِلْكَ الْخِزَانَةِ فَانْظُرْ هَدَايَاكَ وَ أَلْطَافَكَ وَ جَمِيعَ مَا كَانَ مِمَّا أَهْدَيْتَهُ إِلَيْنَا تَرَاهُ بِحَالِهِ وَ مَا كَانَ لَكَ فَخُذْهُ فَدَخَلَ عَلِيُّ بْنُ أَسْبَاطٍ الْخِزَانَةَ فَوَجَدَ جَمِيعَ مَا كَانَ مَعَهُ لَمْ يَفْقِدْ مِنْهُ شَيْئاً فَأَخَذَ مَا كَانَ لَهُ وَ تَرَكَ الْهَدَايَا وَ الْأَلْطَافَ وَ سَارَ الرِّضَا (عليه السلام) إِلَى الْمَأْمُونِ فَزَوَّجَهُ أُخْتَهُ وَ جَعَلَهُ وَلِيَّ عَهْدِهِ وَ ضَرَبَ اسْمَهُ عَلَى الدَّرَاهِمِ وَ هِيَ الدَّرَاهِمُ الرَّضَوِيَّةُ وَ جَمَعَ بَنِي الْعَبَّاسِ وَ نَاظَرَهُمْ فِي فَضْلِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى حَتَّى أَلْزَمَهُمُ الْحُجَّةَ وَ رَدَّ فَدَكاً عَلَى وُلْدِ فَاطِمَةَ (عليها السلام) ثُمَّ سَمَّهُ بَعْدَ كَيْدٍ طَوِيلٍ نَشْرَحُ مِنْهُ بَعْضَهُ فِي كِتَابِنَا هَذَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ وَ حَدَّثَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُنْبِرٍ، بَعْدَ أَنْ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الطَّاطَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي هَرْثَمَةُ بْنُ أَعْيَنَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَيِّدِيَ الرِّضَا عَلِيِّ بْنِ مُوسَى (عليه السلام) فَدَخَلْتُ أُرِيدُ الْإِذْنَ عَلَى سَيِّدِيَ الرِّضَا (عليه السلام) وَ كَانَ يَتَوَالَى سَيِّدَنَا