الْبَقِيعِ فَإِنَّهُ أَقْسَمَ عَلَيَّ إِنْ مُنِعْتُ مِنْ دَفْنِهِ مَعَ جَدِّهِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) لَا أُخَاصِمْ أَحَداً وَ أَنْ أَدْفِنَهُ فِي الْبَقِيعِ فَعَدَلُوا بِهِ إِلَيْهِ فَدَفَنُوهُ فِيهِ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ: كَمْ لَنَا مِنْكُمْ يَا حُمَيْرَاءُ يَوْمٌ عَلَى جَمَلٍ وَ يَوْمٌ عَلَى زَرَّافَةٍ فَقَالَتْ يَا ابْنَ الْعَبَّاسِ لَيْسَ قِتَالِي لِعَلِيٍّ بِعَجِيبٍ وَ قَدْ رُوِّيتُمْ أَنَّ صَفْرَاءَ ابْنَةَ شُعَيْبٍ زَوْجَةَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ (عليه السلام) قَاتَلَتْ بَعْدَهُ وَصِيَّهُ يُوشَعَ بْنَ نُونٍ عَلَى زَرَّافَةٍ فَقَالَ لَهَا ابْنُ الْعَبَّاسِ هِيَ وَ اللَّهِ صَفْرَاءُ وَ أَنْتِ حُمَيْرَاءُ إِلَّا أَنَّهَا بِنْتُ شُعَيْبٍ وَ أَنْتِ بِنْتُ عَتِيقِ ابن [بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى قَالَتْ إِنَّ لَنَا عِنْدَكَ يَا ابْنَ الْعَبَّاسِ ثَأْراً بِثَأْرٍ وَ الْمَعَادُ لَا تَقُولُ بِهِ فَقَالَ لَهَا ابْنُ عَبَّاسٍ وَ اللَّهِ أَنْتِ وَ مَنْ أَنْتِ مِنْهُ وَ حِزْبُكُمُ الضَّالُّونَ
فكان هذا من دلائله (عليه السلام).
قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ حَمْدَانَ الْخَصِيبِيُّ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَصِيرُ الْبَصْرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ الْكَرْخِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَدَقَةَ الْعَنْبَرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) أَنَّ أَعْرَابِيًّا خَرَجَ مِنْ قَوْمِهِ حَاجّاً مُحْرِماً فَوَرَدَ عَلَى أُدْحِيِّ نَعَامٍ فِيهِ بَيْضٌ فَأَخَذَهُ وَ اشْتَوَاهُ وَ أَكَلَ مِنْهُ وَ ذُكِّرَ أَنَّ الصَّيْدَ حَرَامٌ فَوَرَدَ الْمَدِينَةَ فَقَالَ أَيْنَ الْخَلِيفَةُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَقَدْ جَنَيْتُ عَظِيماً فَأُرْسِلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَوَرَدَ عَلَيْهِ وَ عِنْدَهُ مَلَأٌ مِنْ قُرَيْشٍ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ وَ سَعْدٌ وَ سَعِيدٌ وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فَسَلَّمَ الْأَعْرَابِيُّ ثُمَّ قَالَ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ أَفْتِنِي، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: قُلْ يَا أَعْرَابِيُّ، فَقَالَ: إِنِّي خَرَجْتُ مِنْ قَوْمِي حَاجّاً مُحْرِماً فَأَتَيْتُ عَلَى أُدْحِيٍّ فِيهِ بَيْضُ نَعَامٍ فَأَخَذْتُهُ وَ اشْتَوَيْتُهُ فَإِذَنْ لِي مِنَ الْحَجِّ مَا عَلَيَّ فِيهِ حَلَالٌ وَ مَا عَلَيَّ فِيهِ حَرَامٌ مِنَ الصَّيْدِ فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى مَنْ حَوْلَهُ وَ قَالَ: أَنْتُمْ حَوَارِيُّ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ الزُّبَيْرُ مِنْ دُونِ النَّاسِ أَنْتَ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ أَنْتَ أَحَقُّ بِإِجَابَتِهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: يَا زُبَيْرُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فِي صَدْرِكَ قَالَ وَ كَيْفَ وَ أُمِّي صَفِيَّةُ ابْنَةُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمَّةُ رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ مَا فِي الْقَوْمِ إِلَّا مَنْ يَجْهَدُ وَ قَالَ لَهُ الْأَعْرَابِيُّ: مَا أَصْنَعُ قَالَ لَهُ الزُّبَيْرُ لَمْ يَبْقَ فِي الْمَدِينَةِ مَنْ نَسْأَلُهُ