، و ملك الحبشة و هو الجلندي ابن كركر صاحب الفيل و كان تخريبه بعد طسم و جديس و حزبهم و رحلهم من مكة و بني قريش ما كان خرب منه، فلما ورد ابرهة لهدم البيت و تخريبه أغار على اموال قريش و بني هاشم فاستباحها فصار اليه عبد المطلب فاستأذنوه عليه فلما صار اليه ارتعب منه ابرهة و عظم في نفسه و كبر عليه، فقال لمن حوله: من هذا الرجل العظيم؟ فقالوا:
سيد قريش و افضل بني هاشم و اشرف العرب نفسا و نسبا، و هو صاحب هذا البيت فقال اسألوه فيما جاءنا فسألوه، قال: جئت أسأله ردّ ما اخذه و استباحه من اموالنا، و نعمنا، فرغب ابرهة و قال لأصحابه: تزعمون انه صاحب البيت، و فخره له يراني قد قصدت اليه و لا يسألني الصفح عنه و يسألني ردّ ماله، ما أقول ما قلتم فاعيدوا قولي هذا عليه، فأعادوه على عبد المطلب فقال لهم يردّ علينا اموالنا فان لهذه الكعبة ربّا يمنعك منها، فقال: ردوا عليهم اموالهم حتى ننظر كيف ربّ هذه الكعبة يمنعنا منها، و امر بالفيلة فجمعت و حملوا بها و قال لساستها: احملوا على البيت فاجعلوه