وَ فِيهِ الْزُرْنُوقُ وَ جِئْتُ حَتَّى ضَرَبْتُ الزُّرْنُوقَ بِرِجْلِي، وَ قُلْتُ: إِلَيْكَ أَعَدْتُ وَ إِلَيْكَ أَتَيْتُ، ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ لَعَنَهُ اللَّهُ فَقَالَ: هَاتِ مِنْ كَذِبِ صَاحِبِكَ، فَقُلْتُ: وَ اللَّهِ مَا كَانَ يَكْذِبُ وَ لَقَدْ أَخْبَرَنِي أَنَّكَ تَقْطَعُ يَدَيَّ وَ رِجْلَيَّ وَ لِسَانِي قَالَ: إِذَنْ أُكَذِّبُهُ، اقْطَعُوا يَدَيْهِ وَ رِجْلَيْهِ وَ اطْرَحُوهُ، فَلَمَّا حُمِلَ إِلَى أَهْلِهِ أَقْبَلَ يُحَدِّثُ النَّاسَ بِالْعَظَائِمِ وَ مَا يَأْتِي وَ هُوَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اسْأَلُونِي فَإِنَّ لِلنَّاسِ عِنْدِي طَلِبَةً لَمْ يَقْضُوهَا.
فَدَخَلَ رَجُلٌ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ لَعَنَهُ اللَّهُ قَالَ: بِئْسَمَا صَنَعْتَ بِهِ قَطَعْتَ يَدَيْهِ وَ رِجْلَيْهِ وَ تَرَكْتَ اللِّسَانَ فَهُوَ يُحَدِّثُ النَّاسَ بِالْعَظَائِمِ قَالَ: رُدُّوهُ فَقَدْ بَلَغَ إِلَيَّ ذَلِكَ فَرَدُّوهُ فَأَمَرَ بِقَطْعِ لِسَانِهِ وَ صَلَبَهُ عَلَى جِذْعِ تِلْكَ النَّخْلَةِ
فكان هذا من دلائله (عليه السلام).
وَ عَنْهُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ الْمَخْلُولِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى الْقَرَنِيِّ عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ عَنْ أَبِي خَالِدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ عَنْ رُشَيْدٍ الْهَجَرِيِّ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) قَالَ كُنْتُ وَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ سَلْمَانَ، وَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَيْسُ بْنُ وَرْقَاءَ، وَ أَبُو الْهَيْثَمِ مَالِكُ بْنُ التَّيِّهَانِ وَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ بَيْنَ يَدَيْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) بِالْمَدِينَةِ إِذْ دَخَلَتْ حَبَابَةُ الْوَالِبِيَّةُ وَ عَلَى رَأْسِهَا كَوْرٌ شَبِيهُ السَّيْفِ، وَ عَلَيْهَا أَطْمَارٌ سَابِغَةٌ مُتَقَلِّدَةُ مُصْحَفٍ، وَ بَيْنَ أَنَامِلِهَا مِسْبَاحٌ مِنْ حَصًى فَسَلَّمَتْ وَ بَكَتْ، وَ قَالَتْ آهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، آهِ مِنْ فَقْدِكَ وَا أَسَفَاهْ عَلَى غَيْبَتِكَ وَا حَسْرَتَاهْ عَلَى مَا يَفُوتُ مِنَ الْغَيْبَةِ مِنْكَ لَا يُلْهَمُ عَنْكَ وَ لَا يُرْغَبُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ اللَّهِ فِيهِ الْخَشْيَةُ وَ إِرَادَةٌ مِنْ أَمْرِي مَعَكَ عَلَى يَقِينٍ وَ بَيَانٍ وَ حَقِيقَةٍ، وَ إِنِّي أَتَيْتُكَ وَ أَنْتَ تَعْلَمُ مَا أُرِيدُ فَمَدَّ يَدَهُ الْيُمْنَى إِلَيْهَا فَأَخَذَ مِنْ يَدِهَا حَصَاةً بَيْضَاءَ تَلْمَعُ وَ تُرَى مِنْ صَفَائِهَا وَ أَخَذَ خَاتَمَهُ مِنْ يَدِهِ وَ طَبَعَ بِهِ فِي الْحَصَاةِ فَانْطَبَعَتْ، فَقَالَ لَهَا: يَا حَبَابَةُ هَذَا كَانَ مُرَادُكِ مِنِّي؟ فَقَالَتْ: إِي وَ اللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا أُرِيدُ لِمَا سَمِعْنَاهُ مِنْ نقول [تَفَرُّقِ شِيعَتِكَ وَ اخْتِلَافِهِمْ بَعْدَكَ، فَأَرَدْتُ بِهَذَا بُرْهَاناً يَكُونُ مَعِي إِنْ عُمِّرْتُ بَعْدَكَ- وَ لَا عُمِّرْتُ- وَ يَا لَيْتَنِي وَ قَوْمِي لَكَ الْفِدَاءُ، فَإِذَا وَقَعَتِ الْإِشَارَةُ