مِنَ الطَّيِّبِ، وَ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْكُمَا وَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَبَّهُمُ الْعَافِيَةَ مِمَّا بُلِيتُمَا بِهِ، قَالَ: فَمَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ؟ قَالَ: عِصَابَةٌ قَدْ فَرَّقَتْ بَيْنَ السُّيُوفِ [وَ أَغْمَادِهَا، وَ ارْتَضَاهُمُ اللَّهُ لِنُصْرَةِ دِينِهِ فَمَا تَأْخُذُهُمْ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، وَ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْكُمَا وَ قَدْ أُخْرِجْتُمَا مِنْ قَبْرَيْكُمَا طَرِيَّيْنِ بِصُورَتَيْكُمَا حَتَّى تُصْلَبَا عَلَى الدَّوْحَاتِ، فَتَكُونُ ذَلِكَ فِتْنَةً لِمَنْ أَحَبَّكُمَا، ثُمَّ يُؤْتَى بِالنَّارِ الَّتِي أُضْرِمَتْ لِإِبْرَاهِيمَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) وَ لِجِرْجِيسَ وَ دَانِيَالَ وَ كُلِّ نَبِيٍّ وَ صِدِّيقٍ وَ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ وَ هِيَ النَّارُ الَّتِي أَضْرَمْتُمُوهَا عَلَى بَابِ دَارِي لِتُحْرِقُونِي وَ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ ابْنَيَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ وَ ابْنَتَيَّ زَيْنَبَ وَ أُمَّ كُلْثُومٍ، حَتَّى تُحْرِقَا بِهَا، وَ يُرْسِلُ اللَّهُ إِلَيْكُمَا رِيحاً مُدْبِرَةً فَتَنْسِفُكُمَا فِي الْيَمِّ نَسْفاً وَ يَأْخُذُ السَّيْفُ مَنْ كَانَ مِنْكُمَا وَ يَصِيرُ مَصِيرُكُمَا إِلَى النَّارِ جَمِيعاً، وَ تَخْرُجَانِ إِلَى الْبَيْدَاءِ إِلَى مَوْضِعِ الْخَسْفِ الَّذِي قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَ لَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ يَعْنِي مِنْ تَحْتِ أَقْدَامِكُمَا.
قَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ تُفَرَّقُ بَيْنَنَا وَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ إِنَّكَ سَمِعْتَ هَذَا وَ إِنَّهُ حَقٌّ؟ قَالَ: فَحَلَفَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنَ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَبَكَى عُمَرُ وَ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِمَّا تَقُولُ، فَهَلْ لَكَ عَلَامَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ قَتْلٌ فَظِيعٌ، وَ مَوْتٌ سَرِيعٌ، وَ طَاعُونٌ شَنِيعٌ، وَ لَا يَبْقَى مِنَ النَّاسِ فِي ذَلِكَ إِلَّا ثُلُثُهُمْ وَ يُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ بِاسْمِ رَجُلٍ مِنْ وُلْدِي وَ تَكْثُرُ الْآفَاتُ حَتَّى يَتَمَنَّى الْأَحْيَاءُ الْمَوْتَ مِمَّا يَرَوْنَ مِنَ الْأَهْوَالِ، وَ ذَلِكَ مِمَّا أَسَئْتُمَا، فَمَنْ هَلَكَ اسْتَرَاحَ وَ مَنْ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ نَجَا ثُمَّ يَظْهَرُ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً يَأْتِيهِ اللَّهُ بِبَقَايَا قَوْمِ مُوسَى وَ يُحْيَى لَهُ أَصْحَابُ الْكَهْفِ وَ تُنْزِلُ السَّمَاءُ قَطْرَهَا وَ تُخْرِجُ الْأَرْضُ نَبَاتَهَا.
قَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّكَ لَا تَحْلِفُ إِلَّا عَلَى حَقٍّ فَإِنَّكَ إِنْ تُهَدِّدْنِي بِفَعَالِ