فَخَرَجَ عُمَرُ وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) بِجَانِبِ الْمِنْبَرِ جَالِسٌ فَقَالَ:
مَا لَكَ يَا عَلِيُّ قَدْ تَصَدَّيْتَ لَهَا هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ، دُونَ وَ اللَّهِ مَا تَرُومُ مِنْ عُلُوِّ هَذَا الْمِنْبَرِ خَرْطُ الْقَتَادِ. فَتَبَسَّمَ أَمِيُر الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، ثُمَّ قَالَ: وَيْلَكَ مِنْهَا كُلَّ الْوَيْلِ يَا عُمَرُ إِذَا أَفْضَتْ إِلَيْكَ، وَ الْوَيْلُ لِلْأُمَّةِ مِنْ بَلَائِكَ.
وَ انْصَرَفَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى مَنْزِلِهِ
فكان هذا من دلائله (عليه السلام).
قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ حَمْدَانَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ عَنِ الْمُخَوَّلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ، عَنْ أَبِي خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حِزَامٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَ نُعَيْمَانَ وَ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ بِالْحَدِيثِ الَّذِي كَانَ لِحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَ قَصْدِ دَارِهِ بِهَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ نَفَرٍ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ فِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فُرِضَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ صِيَامُهُ، وَ أَكْلِ أَبِي بَكْرٍ الطَّعَامَ، وَ شُرْبِهِ الْخَمْرَةَ، وَ شِعْرِهِ عَلَى مَا تَضَمَّنَهُ مِنَّةَ عُمَرَ بِتَذْكِيرِهِ لِأَبِي بَكْرٍ فِي نَقْضِهِ الصِّيَامَ وَ أَكْلِهِ الطَّعَامَ وَ شُرْبِهِ الْخَمْرَةَ وَ قَوْلِهِ الشِّعْرَ الَّذِي لَزِمَهُ الْكُفْرُ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بِرَسُولِهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ)، اجْتَمَعَتْ تَيْمٌ- وَ هِيَ قَبِيلَةُ أَبِي بَكْرٍ- وَ عَدِيٌّ- وَ هِيَ قَبِيلَةُ عُمَرَ- وَ أُمَيَّةُ- وَ هِيَ قَبِيلَةُ عُثْمَانَ- وَ زُهْرَةُ- وَ هِيَ قَبِيلَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ- وَ الْكُلُّ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لِأَبِي بَكْرٍ ذَنْبٌ فَلَا تُحَرِّمْ عَلَيْنَا الْخَمْرَةَ فَهَبْ لَنَا ذَنْبَهُ وَ اقْبَلْ مِنَّا الْكَفَّارَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ): لَا حُكْمَ إِلَّا حُكْمُ اللَّهِ، وَ أَنَا مُنْتَظِرٌ مَا يَأْتِي بِهِ جِبْرِيلُ (عليه السلام) عَنِ اللَّهِ (عَزَّ وَ جَلَّ) فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: وَ الَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً وَ نَهَى بِذَلِكَ وَ كَثُرَ سُؤَالُ النَّاسِ عَنِ الْخَمْرَةِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ) عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ، وَ نَادَى فِي الْمَدِينَةِ وَ كَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْإِسْلَامِ بِذَلِكَ.