(وفي الآخر) نقول ان صحبته صلى
الله عليه وآله شرف عظيم ومفخر جسيم ومرتبة سامية ومنزلة عالية واصحابه صلى الله
عليه وآله متفاوتون في فضلها وشرفها بقدر ما احسنوا فيها وقد اوجب الله تعالى
محبتهم وتوقيرهم اجلالا واكراما لرسوله صلى الله عليه وآله ولمقامه ولمحبته لهم
ومحبتهم له ولاريب في ان محبتهم له ناشئة ومسببة عن هدايته لهم وانقاذه اياهم من
الضلالة ومن البديهي ان محبة الله ومحبة رسوله لهم انما هي لطاعتهم وانقيادهم
لاوامره ونواهيه وإذا عصى احد منهم وحاد الله ورسوله وارتكب الكبائر واصر على
معصيته فقد ترك ما اوجب له المحبة من الله تعالى ومن رسوله صلى الله عليه وآله إذ
ليس عند رسول الله صلى الله عليه وآله محاباة ولا مداهنة في عداوة من حاد الله
وعصاه ولو كان من عترته فضلا عن اصحابه ألم يرو عنه عليه وآله الصلاة والسلام انه
قال : لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعتها كما انه عليه السلام لا يألوا جهدا في محبة
من والى الله تعالى واطاعة ولو كان من أبعد الناس نسبا منه الا ترى ايه كيف احب
سلمان الفارسي وبلالا الحبشي وصهيبا الرومي وامثالهم.
اما نحن فيجب
علينا ان نحفظه عليه وآله الصلاة والسلام في حب من