نام کتاب : المقنعة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 288
و يحييها و يقوم عليها على ما يصالحهم الوالي عليه بقدر
طاقتهم من النصف و الثلث و الثلثين أو دون ذلك حسب ما يراه أصوب[1] في تدبير
عمارة الأرض و استقرار ارتفاعها كما تقدم شرحه.
فإذا خرج منها شيء بدأ
الوالي فسلم إلى عمارها و العاملين فيها ما صالحهم عليه مما سميناه ثم أخرج مما
يبقى بعد ذلك العشر مما سقت السماء أو شرب سيحا أو نصف العشر مما سقي بالدوالي و
النواضح إذا كان قدره المبلغ الذي يجب فيه الزكاة على ما قدمناه فوجهه في الجهة
التي وجهها الله تعالى على ثمانية أسهم لِلْفُقَراءِ[2] وَ الْمَساكِينِ وَ
الْعامِلِينَ عَلَيْها وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ فِي الرِّقابِ وَ
الْغارِمِينَ وَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ[3] فيقسم بينهم في
مواضعهم بقدر ما يستغنون به في سنتهم بلا تضيق و لا تقتير فإن فضل من ذلك شيء رد
إلى الوالي و إن نقص من ذلك شيء و لم يكتفوا به كان على الوالي أن يمونهم من عنده
بقدر مؤنة سنتهم حتى يستغنوا ثم يأخذ ما بقي بعد العشر أو نصفه فيقسمه بين شركائه من
عمال الأرض و أكرتها فيدفع إليهم أنصباءهم على ما صالحهم عليه و يأخذ الباقي بعد
ذلك يكون أرزاق أعوانه على دين الله عز و جل و في مصلحة ما ينويه[4] من تقوية
الإسلام و إقامة الدين و في وجوه الجهاد و غير ذلك مما فيه مصلحة العامة ليس لنفسه
من ذلك قليل و لا كثير.
و الأنفال على ما قدمناه
للإمام خالصة إن شاء قسمها و إن شاء وهبها و إن شاء وقفها ليس لأحد من الأمة نصيب
فيها و لا يستحقها من غير جهته