نام کتاب : المعيار و الموازنة في فضائل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) نویسنده : الإسكافي، أبو جعفر جلد : 1 صفحه : 294
[في أنّ عامّة كلم أمير المؤمنين (عليه السلام) قد حلىّ بها المتكلّمون كتبهم و تزيّن بها الوعّاظ و القصّاص مجالسهم و لكن انتحلوها و نسبوها إلى أنفسهم].
و أعجب من هذا! أنّ عامّة ما ذكرنا من كلامه- و ما لم نذكره من خطبه في التوحيد و الثناء على اللّه و تذكيره و مواعظه- قد تحلّى بها أكثر المتكلّمين و تزيّن بها الواعظون و تكسّب بها القصّاص و تكثّر بها في مجالسهم أهل الذكر و أوهموكم أن ذلك من كلامهم فنسبتم ما سمع من ذلك إليهم كمنصور بن عمّار و من أشبهه من القصّاص، قلّة عناية منكم بما صدر عنه، و جهلا بما يؤدّى إليكم من علمه و خطبه و قلّة تمييز لما يرد عليكم من كلام غيره.
و جميع ما ذكرنا و ما لم نذكره من كلامه فهو مشهور مذكور عند أهل الرواية، و بالأسانيد المذكورة عند أهل المعرفة معروف [1].
فأين التخلّف عن فضله و قد بزغت مناقبه؟ و ما العلّة في تقصير ما يجب من أداء حقّه؟
بعد الذي شرحنا من أموره و ذكرنا من فضائله [و] ليس بعد هذا علّة فيدّعيها الواقف، و لا شبهة فيلجأ إليها المقصّر، لأنّ كلّ الذي وصفنا إن لم يكن سببا إلى الإفراط و الغلوّ لم يجد الناظر فيه سبيلا إلى منزلة التقصير و الوقوف،.
فانظروا في ذلك نظر من يلتمس الصواب و يقتديه و يكره الخطأ و يزهد فيه.
[1] هذا هو الظاهر، و في أصلي: «و الأسانيد المذكورة عند أهل المعرفة معروف».
نام کتاب : المعيار و الموازنة في فضائل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) نویسنده : الإسكافي، أبو جعفر جلد : 1 صفحه : 294