نام کتاب : المعيار و الموازنة في فضائل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) نویسنده : الإسكافي، أبو جعفر جلد : 1 صفحه : 276
فلا مال بذلتموه [للّذي رزقه] [1] و لا نفسا خاطرتم بها للذي خلقها، و لا عشيرة عاديتموها في ذات اللّه. ثمّ أنتم تمنّون على اللّه جنّته و مجاورة رسله و البراءة و الفرار من أعدائه، و الاستئثار بالكرامة من اللّه عند ملاقاة الملائكة.
لقد خشيت عليكم أيّها المتمنّون على اللّه أن تحل بكم نقمة من نقماته لأنّكم بلغتم من كرامة اللّه منزلة فضّلتم بها، و من يعرف باللّه لا تكرمون و أنتم باللّه في عباده تكرمون [2].
و قد ترون عهود اللّه منقوضة فلا تفزعون و أنتم لنقض ذمم آبائكم تفزعون، و ذمّة رسوله مخفرة و العمي و البكم و الزّمني [3] في المدائن مهملون لا ترحمون و أنتم [لا] في منزلتكم تعملون، و لا من عمل فيها تعينون [4] و بالأدهان و المصانعة أراكم عند الظّلمة تأمنون [5] كلّ ذلك مما أمركم اللّه به من النهي و التناهي و أنتم عنه غافلون.
فأنتم أعظم الناس مصيبة لما غلبتم عليه من منازل العلماء لو كنتم تشعرون، و ذلك بأنّ مجاري الأمور و الأحكام على أيدي العلماء باللّه في كتابه يكون هم الأمناء على حلاله و حرامه [6] فأنتم المسلوبون تلك المنزلة، و ما سلبتم ذلك إلّا بنفوركم عن الحقّ و اختلافكم في السّنّة بعد البيّنة الواضحة.
و لو صبرتم على الأذى، و تحمّلتم المئونة في ذات اللّه كانت أمور اللّه عليكم ترد
[1] ما بين المعقوفين مأخوذ من المختار: (117) من نهج البلاغة.
[2] و في المختار: (103) من نهج البلاغة: و قد بلغتم من كرامة اللّه لكم منزلة تكرم بها إماؤكم و توصل بها جيرانكم، و يعظّمكم من لا فضل لكم عليه و لا يد لكم عنده و يهابكم من لا يخاف لكم سطوة و لا لكم عليه إمرة ...».
[3] و في المختار الأوّل من كلام الإمام الحسين (عليه السلام) من تحف العقول: «و ذمّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله مخفورة، و العمي و البكم و الزمن في المدائن مهملة ...».
و في المختار: (103) من نهج البلاغة: «و قد ترون عهود اللّه منقوضة فلا تغضبون. و أنتم لنقض ذمم آبائكم تأنفون ...».