responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المعيار و الموازنة في فضائل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) نویسنده : الإسكافي، أبو جعفر    جلد : 1  صفحه : 204

كتاجر لا بصر له بالذهب و الفضة، فإن صار في يده من ذلك ما لا علم له به عرضه على البصير يسلم في تجارته و أضعف رأس ماله، و إن أهملتم أنفسكم و جمح بكم سوء النظر، و قلّد بعضكم بعضا الخبر كنتم كمن تعسّف تجارته و قلّ نظره لنفسه، و لم يعرض ما وقع في يده من فضّته و ذهبه على البصراء به و قلّد من هو في مثل حاله في أمره و نهيه و جهله، و لم يلبث إلّا ريثما حتى أفقر نفسه و ذهب رأس ماله.

و قد يأثرون‌ [1] عن النبيّ صلى اللّه عليه في تحقيق ما قلنا أنه قال: «ربّ حامل فقه ليس بفقيه، و ربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه» [2] و أنتم المعنّيون بهذا الحديث، و المرادون به إذ كانت معرفتكم به أسماء الرجال و عددهم.

و عنه يؤثر صلى اللّه عليه أنّه قال: «يحمل هذا العلم من كلّ خلف من أهل بيتي عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، و انتحال المبطلين، و تأويل الجاهلين‌ [3].

و كيف ينفي ذلك من لا علم له بالمقايسة و جمع الأشباه؟ و من هو عن النظر بمعزل؟

و من دينه السكوت؟! و ترك الفكرة و التدبير للجمع بين ما صحّ و فسد، لبحقّ الحقّ و يبطل الباطل.

[و قد كشفنا الستار عن الحقّ‌] لتعلموا أن القوم الذين عنوا بالفقه و التمييز و التدبير هم أهل الحقّ و النظر، فأمّا من لا تمييز عنده بين باطل من حقّ كيف يعلم من أفرط و غلا، و تأويل من قصّر و أخطأ؟! و في كل ذلك يؤثر عنه صلى اللّه عليه و سلم أنّه قال:

«إذا أتاكم عنّي حديث فاحملوه على أحسن وجوهه و ظنّوا به الذي هو أزكى و أهدى و أتقى».

فكيف يحمله على أحسن وجوهه من لا يخطر الفكرة فيه على قلبه؟ و من قد حرّم‌


[1] و هو على زنة: «ينقلون» لفظا و معنى. و قد جاء أيضا على زنة: «يضربون».

[2] و للحديث مصادر كثيرة جدّا، و قد قال صلى اللّه عليه و سلم هذا القول في آخر خطبة خطبها بمنى.

[3] و هذا الحديث أيضا له مصادر كثيرة تجدها في كتاب العلم من بحار الأنوار. ج 1.

نام کتاب : المعيار و الموازنة في فضائل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) نویسنده : الإسكافي، أبو جعفر    جلد : 1  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست