نام کتاب : المعيار و الموازنة في فضائل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) نویسنده : الإسكافي، أبو جعفر جلد : 1 صفحه : 106
ابن أبي وقّاص و محمد بن مسلمة، أمور كرهتها، و الحقّ بيني و بينهم في ذلك [1].
ثمّ نزل [عن المنبر] رضي اللّه عنه، و بعث إليهم فأتوه، و جمع الناس ثمّ قال لهم: بلغني عنكم أمور كرهتها، ألا و إني لست أكرهكم على القتال بعد بيعتي. فأخبروني ما الذي بطأ بكم عمّا دخل فيه المسلمون؟ و ما الذي تكرهون من القتال معي؟ أ ليس قد بايعتم أبا بكر و عمر و عثمان؟ قالوا: بلى. قال: فأخبروني لو أن ابن أبي سفيان و عمرو بن العاص قاتلا أحدا من الخلفاء؛ أ كنتم تقاتلونهما معهم؟ قالوا: نعم. قال:
فلم تكرهون القتال معي و قد تشاورتم [2] في بيعتي ثلاثة أيّام و لياليهنّ، و قد علمتم أنّي لست دون خلفائكم، فأخبروني عنكم هل تخرجون [3] من بيعتي؟ قالوا: لا و اللّه و لكنّا نكره معك قتال أهل الصلاة! قال عليّ رحمه اللّه: فإنّ أبا بكر قد استحلّ قتال أهل الصلاة، و قد رأى عمر مثل ذلك.
فقال مالك بن الحارث الأشتر: يا أمير المؤمنين إنّا و إن لم يكن لنا من القدم ما لهم، فإنّهم ليسوا بأولى مما شاركناهم فيه منّا، و هذه بيعة عامّة، الخارج منها طاعن، و المنثني عنها مستعتب، فلا يتبعنّ الناس أهواءهم، فإنّ أدبهم اليوم باللسان و غدا بالسيف و ليس من يتثاقل عنك كمن خفّ معك.
و ذكروا أن عبد اللّه بن عمر قال: [يا] أبا الحسن أنشدك اللّه و الرحم أن تدخلني فيما لا أعرف، إنما أنا حمل رداح لا غدوّ له و لا رواح [4].
[1] و في نهج السعادة: «و قد بلغني عن سعد و ابن مسلمة، و أسامة و عبد اللّه و حسّان بن ثابت أمور كرهتها و الحقّ بيني و بينهم ...».