responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المزار نویسنده : الشهيد الأول    جلد : 1  صفحه : 3

وَ رَوَى السَّمْعَانِيُّ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‌ أَنَّ أَعْرَابِيّاً جَاءَ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ دَفْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَرَمَى بِنَفْسِهِ عَلَى الْقَبْرِ الشَّرِيفِ، وَ حَثَا مِنْ تُرَابِهِ عَلَى رَأْسِهِ وَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْتَ فَسَمِعْنَا قَوْلَكَ، وَ وَعَيْتَ عَنِ اللَّهِ فَوَعَيْنَا عَنْكَ، وَ كَانَ فِيمَا أَنْزَلَهُ عَلَيْكَ‌ «وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ ...» وَ قَدْ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَ جِئْتُكَ تَسْتَغْفِرُ لِي إِلَى رَبِّي.

فَنُودِيَ مِنَ الْقَبْرِ أَنَّهُ قَدْ غُفِرَ لَكَ‌[1].

و صفوة القول أنّ التوسل و الخضوع و التواضع أمام العتبات المقدّسة التي يضمّ ثراها نبيّا أو معصوما أو وليّا من الصالحين هو في حقيقته توسّل و خضوع و تواضع للخالق تبارك و تعالى، و ليسوا هم إلّا وسيلة كالصلاة و الصوم و بقية العبادات و الطاعات التي يتوسّل بها إليه تعالى امتثالا لقوله: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ ابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَ جاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»[2].

و أنّ زائرهم حقّا لا يأتي إلّا بقلب سليم، و لا يسير إلّا في قرى قدّر اللّه السير فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَ‌، إلى‌ بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ، يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ‌.

فلا يدعو الزائر إلّا اللّه، و لا يذكر إلّا عباد الرحمن، فانّهم‌ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ‌، و يردّون إلى مشاهدهم، ليروا و يسمعوا و يستغفروا لزورهم.

فيقول الزائر: السّلام عليك يا نبيّ الرحمة أتيناك زائرين لنكون عندك و مع الصادقين، و لا يعذّبنا اللّه و أنت فينا، وَ كانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً إذ قال: «و ما كان اللّه ليعذّبهم و أنت فيهم» و قال: «وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً».

جئناك مستغفرين، و قد سبقنا إخوة يوسف إذ جاءوا أباهم، قالوا:

«يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا».

فقال: «سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ».

فيا وجيها عند اللّه، اشفع لنا عند اللّه، بحقّ من باهلت بهم أعداء اللّه.


[1] وفاء الوفاء: 4/ 1261. و الآية من سورة النساء: 64.

[2] المائدة: 35.

نام کتاب : المزار نویسنده : الشهيد الأول    جلد : 1  صفحه : 3
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست