responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : السيد الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 434
الامر بالانفاق، إنما يراد به إخراج المال في الواجب. فأما تسمية العرب من لا يقرى النازل ولا يعطى السائل بالبخيل، فلانهم اعتقدوا وجوب ذلك عليه، فوصفوه بالبخل لامتناعه منه وأساميهم تتبع اعتقاداتهم [1]. 352 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: وقد سأله رجل من جهينة متى يصلى العشاء الآخرة [2] فقال: " إذا ملا الليل بطن كل واد "، وهذا مجاز، لان الليل على الحقيقة لا تملا به بطون الاودية، كما تمتلئ بطون الاوعية، وإنما المراد إذا شمل ظل الليل البلاد، وطبق النجاد والوهاد، فصار كأنه سداد لكل شعب وصمام لكل نقب [4]. (هامش ص 434)

[1] ما في الحديث من البلاغة: في الحديث تشبيه ضمنى، حيث شبه البخل بالداء بجامع إفساد الطبيعة في كل، واستعمل لذلك الاسلوب الذى يدل على ثبوت وصف البخل بالداء وتخلفه في باب الامراض، فاستفهم استفهاما إنكاريا عن أي داء أشد من البخل فقال " وأى داء أدوى من البخل " أي لا داء أدوى من البخل.
[2] العشاء الآخرة: هي صلاة العشاء، وتسمى بالآخرة لان المغرب تسمى عشاء أيضا إلا أنها عشاء أولى.
[3] بطن الوادي مسيله ومنحدره، وإذا عم الليل المنحدرات فقد تم إظلامه وأسبغ إلياله.
[4] ما في الحديث من البلاغة: في الحديث استعارة تبعية، حيث شبه عموم ظلام الليل للاودية بملء بطونها، بجامع الحلول الشامل في كل، واشتق من الملء بمعنى العموم، ملا بمعنى عم، على طريق الاستعارة التبعية. وفيه أيضا استعارة بالكناية، حيث شبه الاودية بالحيوانات، وحذفها ورمز إليها بشئ من لوازمها وهو البطن، وإثبات البطن إلى الاودية تخييل. (*)

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : السيد الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 434
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست