responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : السيد الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 200
156 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: " الاحتباء حيطان العرب، والعمائم تيجان العرب "، وهاتان استعارتان عجيبتان، فأما قوله عليه الصلاة والسلام " الاحتباء حيطان العرب " فإنما أراد به أنها إذا استعملت الحبوة في قعودها، قامت لها مقام الحيطان في الاستناد إليها، والاعتماد عليها، كما تتساند الظهور إلى الجدران، أو كما يستروح الجراب إلى الاجذال [1]، وأما قوله عليه الصلاة والسلام: " والعمائم تيجان العرب " فإنما أراد أن بهاء العرب يكون بعمائمها، كما يكون بهاء ملوك العجم بتيجانها، فإن العمائم تخص الهامة، وتتمم القامة، وتفخم الجلسة، وتوقر الجلمة، حتى إن العرب لتقول على المتعارف بينها: ماسفه معتم قط. ولهذا المعنى فسر قول الفرزدق: إذا مالك ألقى العمامة فاحذروا * بوادر كفى مالك حين تعصب [2] أراد أنه إذا ألقى العمامة طاش حمله، وخيف سطوه، وما دام معتما، فهو مأمون الهفوة، ومغمود السطوة، على مجرى عادتهم، (هامش ص 200) = فشبه قرب انقضاء الدنيا بالارتحال للادبار والذهاب بجامع قرب الغاية في كل، واشتق من الارتحال بمعنى القرب، ارتحل بمعنى قرب على طريق الاستعارة التبعية ومثل ذلك ارتحلت مقبلة، أي قرب أوانها.

[1] الجراب: أي الابل الجربى، والاجذال جمع جذل: وهو عرق الشجر تحتك به الابل الجربى لتستريح من أكل الجرب في أجسامها.
[2] عصب الكفين: معناه شدهما بالعصابة، وهذا كناية عن قوتهما وشدتهما.

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : السيد الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست