خَبَرُ الشَّيْخِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ مَعَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ
قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ رض كُنْتُ أَنَا وَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بِالشَّامِ فَبَيْنَمَا نَحْنُ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ نَظَرْنَا إِلَى شَيْخٍ وَ هُوَ مُقْبِلٌ مِنْ صَدْرِ الْبَرِّيَّةِ مِنْ نَاحِيَةِ الْعِرَاقِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ عَرِّجُوا بِنَا إِلَى هَذَا الشَّيْخِ لِنَسْأَلَهُ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلَ وَ إِلَى أَيْنَ يُرِيدُ وَ كَانَ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ أَبُو الْأَعْوَرِ السُّلَمِيُّ وَ وَلَدَا مُعَاوِيَةَ خَالِدٌ وَ يَزِيدُ وَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ قَالَ فَعَرَجْنَا إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ يَا شَيْخُ وَ أَيْنَ تُرِيدُ فَلَمْ يُجِبْهُ الشَّيْخُ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لِمَ لَا تُجِيبُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ الشَّيْخُ إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ التَّحِيَّةَ غَيْرَ هَذِهِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ صَدَقْتَ يَا شَيْخُ وَ أَخْطَأْنَا وَ أَحْسَنْتَ وَ أَسَأْنَا السَّلَامُ عَلَيْكَ قَالَ وَ عَلَيْكَ السَّلَامُ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ مَا اسْمُكَ يَا شَيْخُ فَقَالَ اسْمِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَ كَانَ ذَلِكَ الشَّيْخُ طَاعِناً فِي السِّنِّ بِيَدِهِ شَيْءٌ مِنَ الْحَدِيدِ وَ وَسَطُهُ مَشْدُودٌ بِشَرِيطٍ مِنْ لِيفِ الْمُقْلِ وَ عَلَيْهِ كِسَاءٌ قَدْ سَقَطَتْ لَحْمَتُهُ وَ بَقِيَتْ سَدَاتُهُ وَ قَدْ بَانَتْ شَرَاسِيفُ خَدَّيْهِ وَ قَدْ غَطَّتْ حَوَاجِبُهُ عَيْنَيْهِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ يَا شَيْخُ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ وَ إِلَى أَيْنَ تُرِيدُ قَالَ الشَّيْخُ أَتَيْتُ مِنَ الْعِرَاقِ أُرِيدُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ قَالَ مُعَاوِيَةُ كَيْفَ تَرَكْتَ الْعِرَاقَ قَالَ عَلَى الْخَيْرِ وَ الْبَرَكَةِ وَ الِاتِّفَاقِ قَالَ لَعَلَّكَ أَتَيْتَ مِنَ الْكُوفَةِ مِنَ الْغَرِيِّ قَالَ الشَّيْخُ وَ مَا الْغَرِيُّ قَالَ مُعَاوِيَةُ الَّذِي فِيهِ أَبُو تُرَابٍ قَالَ الشَّيْخُ مَنْ تَعْنِي بِذَلِكَ وَ مَنْ هُوَ أَبُو تُرَابٍ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ لَهُ الشَّيْخُ أَرْغَمَ اللَّهُ أَنْفَكَ وَ رَضَّ اللَّهُ فَاكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّكَ وَ أَبَاكَ وَ لِمَ لَا تَقُولُ الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَ الْغَيْثُ الْهَاطِلُ يَعْسُوبُ الدِّينِ وَ قَاتِلُ الْمُشْرِكِينَ وَ النَّاكِثِينَ وَ الْقَاسِطِينَ وَ الْمَارِقِينَ سَيْفُ اللَّهِ الْمَسْلُولُ وَ ابْنُ عَمِّ الرَّسُولِ وَ زَوْجُ الْبَتُولِ تَاجُ الْفُقَهَاءِ وَ كَنْزُ الْفُقَرَاءِ وَ خَامِسُ أَهْلِ الْعَبَاءِ وَ اللَّيْثُ الْغَالِبُ أَبُو الْحَسَنَيْنِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ فَعِنْدَهَا قَالَ مُعَاوِيَةُ يَا شَيْخُ إِنِّي أَرَى لَحْمَكَ وَ دَمَكَ قَدْ خَالَطَ لَحْمَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ دَمَهُ فَلَوْ مَاتَ عَلِيٌّ مَا أَنْتَ فَاعِلٌ قَالَ لَا أَتَّهِمُ فِي فَقْدِهِ رَبِّي وَ أُجَلِّلُ فِي