السَّاعَةَ يُرِيدُ حَرْقَهُ بِالنَّارِ فَتَبْطُلُ إِمَامَتُهُ فَسَمِعَ ذَلِكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ عَمَّارٌ رض فَأَخَذَ الْإِمَامُ ع الرَّجُلَ وَ بَنَى عَلَيْهِ أَلْفَ حُزْمَةٍ مِنَ الْقَصَبِ وَ أَعْطَاهُ مِقْدَحَةً وَ كِبْرِيتاً وَ قَالَ اقْدَحْ وَ أَحْرِقْ نَفْسَكَ فَإِنْ كُنْتَ مِنْ شِيعَتِي وَ مُحِبِّي وَ عَارِفِي فَإِنَّكَ لَا تُحْرَقُ فِي النَّارِ وَ إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُخَالِفِينَ الْمُكَذِّبِينَ فَالنَّارُ تَأْكُلُ لَحْمَكَ وَ تَكْسِرُ عَظْمَكَ قَالَ فَقَدَحَ الرَّجُلُ عَلَى نَفْسِهِ وَ احْتَرَقَ الْقَصَبُ وَ كَانَ عَلَى الرَّجُلِ ثِيَابٌ بِيضٌ فَلَمْ تَعَلَّقْ بِهَا النَّارُ وَ لَمْ يَقْرَبْهَا الدُّخَانُ فَاسْتَفْتَحَ الْإِمَامُ ع وَ قَالَ كَذَبَ الْعَاذِلُونَ بِاللَّهِ وَ ضَلُّوا ضَلالًا بَعِيداً ثُمَّ قَالَ شِيعَتُنَا أُمَنَاءُ وَ أَنَا قَسِيمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ شَهِدَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ص فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ.
خَبَرُ مَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ
قَالَ الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ص جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ إِذْ أَتَاهُ وَفْدٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ مَالِكُ بْنُ نُوَيْرَةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ص عَلِّمْنِي الْإِيمَانَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَ تُصَلِّي الْخَمْسَ وَ تَصُومُ رَمَضَانَ وَ تُؤَدِّي الزَّكَاةَ وَ تَحُجُّ الْبَيْتَ وَ تُوَالِي وَصِيِّي هَذَا مِنْ بَعْدِي وَ أَشَارَ إِلَى عَلِيٍّ ع بِيَدِهِ وَ لَا تَسْفِكُ دَماً وَ لَا تَسْرِقُ وَ لَا تَخُونُ وَ لَا تَأْكُلْ مَالَ الْيَتِيمِ وَ لَا تَشْرَبِ الْخَمْرَ و تُوفِي بِشَرَائِعِي وَ تُحَلِّلُ حَلَالِي وَ تُحَرِّمُ حَرَامِي وَ تُعْطِي الْحَقَّ مِنْ نَفْسِكَ لِلضَّعِيفِ وَ الْقَوِيِّ وَ الْكَبِيرِ وَ الصَّغِيرِ حَتَّى عَدَّ عَلَيْهِ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ص أَعِدْ عَلَيَّ فَإِنِّي رَجُلٌ نَسَّاءٌ فَأَعَادَ عَلَيْهِ فَعَقَدَهَا بِيَدِهِ وَ قَامَ وَ هُوَ يَجُرُّ إِزَارَهُ وَ هُوَ يَقُولُ تَعَلَّمْتُ الْإِيمَانَ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ فَلَمَّا بَعُدَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ إِلَى مَنْ تُشِيرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَطْرَقَ إِلَى الْأَرْضِ فَجَدَّا فِي السَّيْرِ فَلَحِقَاهُ فَقَالا لَكَ الْبِشَارَةُ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ بِالْجَنَّةِ فَقَالَ أَحْسَنَ اللَّهُ تَعَالَى بِشَارَتَكُمَا إِنْ كُنْتُمَا مِمَّنْ يَشْهَدُ بِمَا شَهِدْتَ بِهِ فَقَدْ عَلِمْتُمَا مَا عَلَّمَنِي النَّبِيُّ مُحَمَّدٌ