أَطْلَعَنَا اللَّهُ تَعَالَى مِنْ ظَهْرٍ طَاهِرٍ وَ هُوَ ظَهْرُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ثُمَّ نَقَلَنِي مِنْ ظَهْرٍ طَاهِرٍ وَ هُوَ ظَهْرُ عَبْدِ اللَّهِ وَ اسْتَوْدَعَنِي خَيْرَ رَحِمٍ وَ هِيَ آمِنَةُ فَلَمَّا ظَهَرْتُ ارْتَجَّتِ الْمَلَائِكَةُ وَ ضَجَّتْ وَ قَالَتْ إِلَهَنَا وَ سَيِّدَنَا مَا بَالُ وَلِيِّكَ عَلِيٍّ لَا نَرَاهُ مَعَ النُّورِ الْأَزْهَرِ يَعْنُونَ بِذَلِكَ مُحَمَّداً فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِنِّي أَعْلَمُ بِوَلِيِّي وَ أَشْفَقُ عَلَيْهِ مِنْكُمْ فَأَطْلَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلِيّاً مِنْ ظَهْرٍ طَاهِرٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فَمِنْ قَبْلِ أَنْ يَصِيرَ فِي الرَّحِمِ كَانَ رَجُلٌ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ وَ كَانَ زَاهِداً عَابِداً يُقَالُ لَهُ الْمُثْرِمُ بْنُ زَغِيبٍ الشَّيْقُبَانُ وَ كَانَ مِنْ أَحَدِ الْعُبَّادِ قَدْ عَبَدَ اللَّهَ تَعَالَى مِائَتَيْنِ وَ سَبْعِينَ سَنَةً لَمْ يَسْأَلْهُ حَاجَةً إِلَّا أَجَابَهُ حَتَّى إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَسْكَنَ فِي قَلْبِهِ الْحِكْمَةَ وَ أَلْهَمَهُ بِحُسْنِ طَاعَتِهِ لِرَبِّهِ فَسَأَلَ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُرِيَهُ وَلِيّاً لَهُ فَبَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى أَبَا طَالِبٍ فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ الْمُثْرِمُ قَامَ إِلَيْهِ وَ قَبَّلَ رَأْسَهُ وَ أَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ تَعَالَى فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ تِهَامَةَ قَالَ أَيِّ تِهَامَةَ فَقَالَ مِنْ عَبْدِ مَنَافٍ ثُمَّ قَالَ مِنْ هَاشِمٍ فَوَثَبَ الْعَابِدُ وَ قَبَّلَ رَأْسَهُ ثَانِيَةً وَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُمِتْنِي حَتَّى أَرَانِي وَلِيَّهُ ثُمَّ قَالَ أَبْشِرْ يَا هَذَا فَإِنَّ الْعَلِيَّ الْأَعْلَى أَلْهَمَنِي إِلْهَاماً فِيهِ بِشَارَتُكَ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ وَ مَا هُوَ قَالَ وَلَدٌ يُولَدُ مِنْ ظَهْرِكَ هُوَ وَلِيُّ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِمَامُ الْمُتَّقِينَ وَ وَصِيُّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَإِنْ أَنْتَ أَدْرَكْتَ ذَلِكَ الْوَلَدَ مِنْ ظَهْرِكَ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُ إِنَّ الْمُثْرِمَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ص بِهِ تَتِمُّ النُّبُوَّةُ وَ بِعَلِيٍّ تَتِمُّ الْوَصِيَّةُ قَالَ فَبَكَى أَبُو طَالِبٍ وَ قَالَ مَا اسْمُ هَذَا الْمَوْلُودِ قَالَ اسْمُهُ عَلِيٌ قَالَ أَبُو طَالِبٍ إِنِّي لَا أَعْلَمُ حَقِيقَةَ مَا تَقُولُ إِلَّا بِبُرْهَانٍ مُبِينٍ وَ دَلَالَةٍ وَاضِحَةٍ قَالَ الْمُثْرِمُ مَا تُرِيدُ قَالَ أُرِيدُ أَنْ أَعْلَمَ مَا تَقُولُهُ حَقٌّ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَلْهَمَكَ ذَلِكَ قَالَ فَمَا تُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَ لَكَ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُطْعِمَكَ فِي مَكَانِكَ هَذَا قَالَ أَبُو طَالِبٍ أُرِيدُ طَعَاماً مِنَ الْجَنَّةِ فِي وَقْتِي هَذَا قَالَ فَدَعَا الرَّاهِبُ رَبَّهُ قَالَ جَابِرٌ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَمَا اسْتَتَمَّ الْمُثْرِمُ دُعَاءَهُ حَتَّى أُوتِيَ بِطَبَقٍ عَلَيْهِ فَاكِهَةٌ مِنَ الْجَنَّةِ وَ عِذْقُ رُطَبٍ وَ عِنَبٍ وَ رُمَّانٍ فَجَاءَ بِهِ الْمُثْرِمُ إِلَى أَبِي طَالِبٍ فَتَنَاوَلَ مِنْهُ رُمَّانَةً