دخلها ذهب إلى مكة بيت الله الحرام و إذا الباب مغلق و كان عامر
قد توارى مع المفتاح فبعث النبي ص في طلبه فوقع به علي بن أبي طالب ع و قال يا
عامر أين المفتاح فقال هو ليس معي ففتشه فلم يكن معه فذهب إلى امرأته و قال لها
ويلك أين المفتاح فإن رسول الله ص واقف قالت يا ابن أبي طالب ما لي به علم فعلا
بسيفه و أراد ضربها فرفعت الامرأة يدها لتتقي السيف فسقط من تحت ذيلها المفتاح
فوثب عامر بن شيبة و أخذه و قال يا علي أنا أسير به معك فذهب عامر بالمفتاح إلى
النبي ص فقال النبي ص إني قادر على فتحه دون المفتاح غير أني أحببت أن أفتحه به
فأخذ النبي ص المفتاح و فتحه و قد كان النبي ص يريد الدخول و كان يريد أن ينزع هذا
الشرف من عامر فاغتم لذلك عامر فأنزل الله تعالى إِنَّ اللَّهَ
يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها فرد النبي ص المفتاح
إلى عامر بن شيبة و بقي ذلك في يده و بيد عقبه إلى الآن قال الواقدي ثم إن المفتاح
بقي عند عامر إلى أيام بني هاشم فلما كان في أيامهم زار الخلق بيت الله الحرام و
طرحوا في تلك الوهدة من العجائب من ذهب و فضة و در و مرجان و زبرجد فلما مر خزنة
البيت هموا بغلقه فعمد رجل منهم إلى البيت فقبض على ما اجتمع في الوهدة و سرق منه
و لم يعلم به أحد و غلقوا الباب و فر السارق بالمال فأخفاه من أصحابه قال فلما كان
صبيحة اليوم الثاني اجتمعت خزنة البيت و اعترفوا على أخذ باقي المال ليتقاسموه
بينهم ففتحوا الباب فإذا بحية قد جمعت نفسها في الوهدة و هي حمراء كأنها قطعة دم و
لها رأسان رأس عند ذنبها و رأس عند عنقها و هي تنفخ و تصفر فنظر الخزنة فلم يجسر
أحد أن يتقدم إلى الوهدة لصولتها و هيبتها و كانت منطوية في الوهدة مدورة فبقي
الخلق متعجبين منها و مما عاينوا منها فقالوا يا قوم من كان منكم أذنب فليتب إلى
ربه و ليقر بذنبه فما ظهرت هذه الحية في بيت الله الحرام إلا لأحد قد أحدث خطيئة
قال الواقدي فجاءهم الرجل السارق فأقر بما فعل فقالوا كلهم ويلك أ ما علمت أن