المقدمة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ و الصلاة و السلام على محمد و آله الطاهرين و لعنة الله على أعدائهم أجمعين من الآن إلى يوم الدين.
حَدَّثَنِي الشَّيْخُ الْفَقِيهُ أَبُو الْفَضْلِ شَاذَانُ بْنُ جَبْرَئِيلَ الْقُمِّيُّ قَالَ حَدَّثَنِي الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ الدَّارِمِيُّ وَ قَدْ رَوَاهُ كَثِيرٌ مِنَ الْأَصْحَابِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ مِيثَمٍ التَّمَّارِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ بَيْنَ يَدَيِ مَوْلَانَا عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع بِالْكُوفَةِ وَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ص مُحْدِقُونَ بِهِ كَأَنَّهُ الْبَدْرُ فِي تَمَامِهِ بَيْنَ الْكَوَاكِبِ فِي السَّمَاءِ الصَّاحِيَةِ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ مِنَ الْبَابِ رَجُلٌ طَوِيلٌ عَلَيْهِ قَبَاءُ خَزٍّ أَدْكَنُ مُتَعَمِّمٌ بِعِمَامَةٍ أَتْحَمِيَّةٍ صَفْرَاءَ وَ هُوَ مُتَقَلِّدٌ بِسَيْفَيْنِ فَدَخَلَ مِنْ غَيْرِ سَلَامٍ وَ لَمْ يَنْطِقْ بِكَلَامٍ فَتَطَاوَلَ النَّاسُ بِالْأَعْنَاقِ وَ نَظَرُوا إِلَيْهِ بِالْآمَاقِ وَ شَخَصُوا إِلَيْهِ بِالْأَحْدَاقِ وَ مَوْلَانَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع لَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَيْهِ فَلَمَّا هَدَأَتْ مِنَ النَّاسِ الْحَوَاسُّ فَحِينَئِذٍ أَفْصَحَ عَنْ لِسَانِهِ كَأَنَّهُ حُسَامٌ جُذِبَ مِنْ غِمْدِهِ ثُمَّ قَالَ أَيُّكُمُ الْمُجْتَبَى فِي الشَّجَاعَةِ وَ الْمُعَمَّمُ بِالْبَرَاعَةِ وَ الْمُدَرَّعُ بِالْقَنَاعَةِ أَيُّكُمُ الْمَوْلُودُ فِي الْحَرَمِ وَ الْعَالِي فِي الشِّيَمِ وَ الْمَوْصُوفُ بِالْكَرَمِ