فَإِنِّي ذَكَرْتُ لَهَا فِي حَالِ حَيَاتِهَا ضَغْطَةَ الْقَبْرِ فَقَالَتْ وَا ضَعْفَاهْ فَنِمْتُ فِي لَحْدِهَا لِأَجْلِ ذَلِكَ حَتَّى كَفَيْتُهَا ذَلِكَ وَ أَمَّا تَكْفِينُهَا بِقَمِيصِي فَإِنِّي ذَكَرْتُ لَهَا الْقِيَامَةَ وَ حَشْرَ النَّاسِ عُرَاةً فَقَالَتْ وَا فَضِيحَتَاهْ فَكَفَّنْتُهَا بِهِ لِتَقُومَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَسْتُورَةً وَ أَمَّا قَوْلِي لَهَا ابْنُكِ ابْنُكَ فَإِنَّهُ نَزَلَ الْمَلَكَانِ وَ سَأَلَاهَا عَنْ رَبِّهَا فَقَالَتْ اللَّهُ رَبِّي وَ قَالا لَهَا مَنْ نَبِيُّكِ فَقَالَتْ مُحَمَّدٌ وَ قَالا لَهَا مَنْ وَلِيُّكِ وَ إِمَامُكِ فَاسْتَحْيَتْ أَنْ تَقُولَ وَلَدِي فَقُلْتُ لَهَا قُولِي وَلَدُكِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ابْنُكِ ابْنِكِ فَأَقَرَّ اللَّهُ تَعَالَى بِذَلِكَ عَيْنَهَا.
وَ قِيلَ كَانَ مَوْلَانَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع يَخْرُجُ مِنَ الْجَامِعِ بِالْكُوفَةِ فَيَجْلِسُ مَعَهُ مِيثَمٌ التَّمَّارُ رض يُحَادِثُهُ فَقَالَ لَهُ ذَاتَ يَوْمٍ أَ لَا أُبَشِّرُكَ يَا مِيثَمُ أَنْ أُرِيَكَ الْمَوْضِعَ الَّذِي تُصْلَبُ فِيهِ وَ النَّخْلَةَ الَّتِي تُعَلَّقُ عَلَى جِذْعِهَا فَقَالَ نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَجَاءَ بِهِ إِلَى رَحَبَةِ الصَّيَارِفَةِ وَ قَالَ لَهُ هَاهُنَا ثُمَّ أَرَاهُ نَخْلَةً وَ قَالَ لَهُ يَا مِيثَمُ عَلَى جِذْعِ هَذِهِ فَمَا زَالَ مِيثَمٌ رض يَتَعَاهَدُ النَّخْلَةَ حَتَّى قُطِعَتْ وَ شُقَّتْ نِصْفَيْنِ فَسُقِّفَ بِنِصْفٍ مِنْهَا وَ بَقِيَ النِّصْفُ الْآخَرُ فَمَا زَالَ يَتَعَاهَدُ النِّصْفَ فِي الْمَوْضِعِ وَ يَقُولُ لِبَعْضِ جِوَارِ الْمَوْضِعِ يَا فُلَانُ إِنِّي مُجَاوِرُكَ عَنْ قَرِيبٍ فَأَحْسِنْ جِوَارِي فَيَقُولُ ذَلِكَ فِي نَفْسِهِ يُرِيدُ أَنْ يَشْتَرِيَ دَاراً فِي جِوَارِي وَ لَا يَعْلَمُ مَا يُرِيدُ بِقَوْلِهِ حَتَّى قُبِضَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ ظَفِرَ مُعَاوِيَةُ بِأَصْحَابِهِ فَأَخَذَ مِيثَمَ التَّمَّارَ فِيمَنْ أَخَذَ فَأَمَرَ مُعَاوِيَةُ بِصَلْبِهِ فَصُلِبَ عَلَى تِلْكَ الْخَشَبَةِ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الرَّجُلُ أَنَّ مِيثَمَ قَدْ صُلِبَ فِي جِوَارِهِ قَالَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ/ راجِعُونَ ثُمَّ أَخْبَرَ النَّاسَ بِقِصَّةِ مِيثَمٍ وَ بِمَا قَالَ لَهُ فِي حَالِ حَيَاتِهِ وَ مَا زَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ يَكْنُسُ تَحْتَ تِلْكَ الْخَشَبَةِ وَ يُبَخِّرُهَا وَ يُصَلِّي عِنْدَهَا وَ يُكَرِّرُ الرَّحْمَةَ عَلَيْهِ.
وَ مِمَّا رَوَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ وَ قَدْ قَرَأَ الْقَارِئُ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ