صَبِيحَةَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ بِغَدِيرِ خُمٍّ عَلَماً لِلنَّاسِ فَقَالَ أَنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ قَالَتْ مِنْ أَجْلِكَ أُصِبْنَا وَ مِنْ نَحْوِكَ أُوتِينَا لِأَنَّ رِجَالَنَا قَالُوا لَا نُسَلِّمُ صَدَقَاتِ أَمْوَالِنَا وَ لَا طَاعَةَ نُفُوسِنَا إِلَّا إِلَى مَنْ نَصَبَهُ مُحَمَّدٌ ص فِينَا وَ فِيكُمْ عَلَماً فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ أَجْرَكُمْ غَيْرُ ضَائِعٍ وَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُؤْتِي كُلَّ نَفْسٍ مَا أَتَتْ مِنْ خَيْرٍ ثُمَّ قَالَ يَا حَنِيفَةُ أَ لَمْ تَحْمِلْ بِكِ أُمُّكِ فِي زَمَانِ قَحْطٍ مَنَعَتِ السَّمَاءُ قَطْرَهَا وَ الْأَرْضُ نَبَاتَهَا وَ غَارَتِ الْعُيُونُ حَتَّى إِنَّ الْبَهَائِمَ كَانَتْ تُرِيدُ الْمَرْعَى فَلَا تَجِدُ وَ كَانَتْ أُمُّكِ تَقُولُ إِنَّكِ حَمْلٌ مَيْشُومٌ فِي زَمَانٍ غَيْرِ مُبَارَكٍ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ تِسْعَةِ أَشْهُرٍ رَأَتْ فِي مَنَامِهَا كَأَنْ وَضَعَتْكِ وَ أَنَّهَا تَقُولُ إِنَّكِ حَمْلٌ مَيْشُومٌ وَ فِي زَمَانٍ غَيْرِ مُبَارَكٍ وَ كَأَنَّكِ تَقُولِينَ يَا أُمِّي لَا تَطَيَّرِينَ بِي فَأَنَا حَمْلٌ مُبَارَكٌ نَشَوْتُ نَشْواً صَالِحاً وَ يَمْلِكُنِي سَيِّدٌ وَ أُرْزَقُ مِنْهُ وَلَداً يَكُونُ لِبَنِي حَنِيفَةَ عِزّاً فَقَالَتْ صَدَقْتِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ كَذَلِكَ فَقَالَ وَ بِهِ أَخْبَرَنِي ابْنُ عَمِّي رَسُولُ اللَّهِ ص فَقَالَتْ مَا الْعَلَامَةُ بَيْنِي وَ بَيْنَ أُمِّي فَقَالَ إِنَّهَا لَمَّا وَضَعَتْكِ كَتَبَتْ كَلَامَكِ وَ الرُّؤْيَا فِي لَوْحٍ مِنْ نُحَاسٍ وَ أَوْدَعَتْهُ عَتَبَةَ الْبَابِ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ حَوْلَيْنِ عَرَضَتْهُ عَلَيْكِ فَأَقْرَرْتِ بِهِ فَلَمَّا كَانَتْ ثَمَانُ سِنِينَ عَرَضَتْ عَلَيْكِ فَأَقْرَرْتِ بِهِ ثُمَّ جَمَعَتْ بَيْنَكِ وَ بَيْنَ اللَّوْحِ فَقَالَتْ لَكِ يَا بُنَيَّةُ إِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِكُمْ سَافِكٌ لِدِمَائِكُمْ نَاهِبٌ لِأَمْوَالِكُمْ سَابٍ لِذَرَارِيِّكُمْ وَ سُبِيتِ فِيمَنْ سُبِيَ فَخُذِي اللَّوْحَ مَعَكَ وَ اجْتَهِدِي أَنْ لَا يَمْلِكَكِ مِنَ الْجَمَاعَةِ إِلَّا مَنْ يُخْبِرُكِ بِالرُّؤْيَا بِمَا فِي هَذَا اللَّوْحِ قَالَتْ صَدَقْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَأَيْنَ اللَّوْحُ قَالَ فِي عَقِيصَتِكِ فَعِنْدَ ذَلِكَ دَفَعَتِ اللَّوْحَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع ثُمَّ قَالَتْ يَا مَعَاشِرَ النَّاسِ اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ نَفْسِي لَهُ عَبْدَةً فَقَالَ ع بَلْ قُولِي زَوْجَةً فَقَالَتْ اشْهَدُوا أَنْ قَدْ زَوَّجْتُ نَفْسِي كَمَا أَمَرَنِي بِعَلِيٍّ ع فَقَالَ ع قَدْ قَبِلْتُكِ زَوْجَةً فَمَاجَ النَّاسُ فَقَالَ جَابِرٌ وَ اللَّهِ يَا أَبَا جَعْفَرٍ مَلَكَهَا بِمَا ظَهَرَ مِنْ حُجَّةٍ وَ تَبَيَّنَ مِنْ بَيِّنَتِهِ فَلَعَنَ اللَّهُ تَعَالَى مَنِ اتَّضَحَ لَهُ الْحَقُّ وَ جَعَلَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ الْحَقِّ سِتْراً.