و تعلقوا في حياته بأنه
إذا ثبت إمامته و أنه القائم فقد بطل أن يكون الإمام غيره و ليس يجوز أن يموت قبل
ظهوره فتخلو الأرض من حجة فلا بد على صحة هذه الأصول من حياته.
و هذه الفرقة بأجمعها
تذهب إلى أن محمدا رحمه الله كان الإمام بعد الحسن و الحسين ع و قد حكي عن بعض
الكيسانية أنه كان يقول إن محمدا كان الإمام بعد أمير المؤمنين ع و يبطل إمامة
الحسن و الحسين ع و يقول إن الحسن ع إنما دعا في باطن الدعوة إلى محمد بأمره و أن
الحسين ع ظهر بالسيف بإذنه و أنهما كانا داعيين إليه و أميرين من قبله و حكى عن
بعضهم أن محمدا مات و حصلت الإمامة بعده في ولده و أنها انتقلت من ولده إلى ولد
العباس بن عبد المطلب و قد حكي أيضا أن منهم من يقول إن عبد الله بن محمد حي لم
يمت و أنه القائم و هذه حكاية شاذة و قيل إن منهم من يقول إن محمدا قد مات و أنه
يقوم بعد الموت و هو المهدي و ينكر حياته و هذا أيضا قول شاذ.
و جميع ما حكيناه بعد
الأول من الأقوال فهو حادث ألجأ القوم إليه الاضطرار عند الحيرة و فراقهم الحق و
الأصل المشهور ما حكيناه من قول الجماعة المعروفة بإمامة أبي القاسم بعد أخويه ع و
القطع على حياته و أنه القائم.
نام کتاب : الفصول المختارة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 297