فلو كان إيمانه على ما
ذهبت إليه الناصبة من جهة التلقين و لم يكن له معرفة و لا علم بالتوحيد لما جاز
منه ع أن يتمدح بذلك و لا أن يسميه عبادة و لا أن يفتخر به على القوم و لا أن
يجعله تفضيلا له على أبي بكر و عمر و لو أنه فعل من ذلك ما لا يجوز لرده عليه
مخالفوه و اعترضه فيه مضادوه و حاجه في بطلانه مخاصموه و في عدول القوم عن
الاعتراض عليه و تسليم الجماعة له ذلك دليل على ما ذكرناه و برهان على فساد قول
الناصبة الذي حكيناه.
و ليس يمكن أن يدفع ما
رويناه في هذا الباب من الأخبار لشهرتها و إجماع الفريقين من الناصبة و الشيعة على
روايتها و من تعرض للطعن فيها مع ما شرحناه لم يمكنه الاعتماد على تصحيح خبر وقع
في تأويله الاختلاف و في ذلك إبطال جمهور الأخبار و إفساد عامة الآثار.
و هب أن من لا يعرف
الحديث و لا خالط حملة العلم يقدم على إنكار بعض ما رويناه أو يعاند فيه بعض
العارفين به و يغتنم الفرصة بكونه خاصا في أهل العلم كيف يمكن دفع شعر أمير
المؤمنين ع في ذلك و قد شاع من شهرته على حد يرتفع فيه الخلاف و انتشر حتى صار
مذكورا مسموعا من العامة فضلا
نام کتاب : الفصول المختارة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 279