فَلَمَّا رَأَيْتُ [فِي][1] وَجْهِهِ غَضَباً خَرَجْتُ وَ رَكِبْتُ دَابَّتِي فَلَمَّا بَلَغْتُ بَعْضَ الطَّرِيقِ رَجَعْتُ كَالشَّاكِّ فَدَقَقْتُ الْبَابَ فَخَرَجَ إِلَيَّ الْخَادِمُ فَقَالَ مَنْ هَذَا فَقُلْتُ أَنَا فُلَانٌ فَاسْتَأْذِنْ لِي فَرَاجَعَنِي وَ هُوَ مُنْكِرٌ لِقَوْلِي وَ رُجُوعِي فَقُلْتُ لَهُ ادْخُلْ فَاسْتَأْذِنْ لِي فَإِنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ لِقَائِهِ فَدَخَلَ فَعَرَّفَهُ خَبَرَ رُجُوعِي وَ كَانَ قَدْ دَخَلَ إِلَى دَارِ النِّسَاءِ فَخَرَجَ وَ جَلَسَ عَلَى سَرِيرٍ[2] وَ رِجْلَاهُ فِي الْأَرْضِ [وَ فِيهِمَا نَعْلَانِ][3] يَصِفُ حُسْنَهُمَا[4] وَ حُسْنَ رِجْلَيْهِ.
فَقَالَ لِي مَا الَّذِي جَرَّأَكَ عَلَى الرُّجُوعِ وَ لِمَ لَمْ تَمْتَثِلْ مَا قُلْتُهُ لَكَ فَقُلْتُ لَمْ أَجْسُرْ عَلَى مَا رَسَمْتَهُ لِي فَقَالَ لِي وَ هُوَ مُغْضَبٌ قُمْ عَافَاكَ اللَّهُ فَقَدْ أَقَمْتُ أَبَا الْقَاسِمِ حُسَيْنَ بْنَ رَوْحٍ مَقَامِي وَ نَصَبْتُهُ مَنْصَبِي فَقُلْتُ بِأَمْرِ الْإِمَامِ فَقَالَ قُمْ عَافَاكَ اللَّهِ كَمَا أَقُولُ لَكَ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدِي غَيْرُ الْمُبَادَرَةِ.
فَصِرْتُ إِلَى أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ رَوْحٍ وَ هُوَ فِي دَارٍ ضَيِّقَةٍ فَعَرَّفْتُهُ مَا جَرَى فَسُرَّ بِهِ وَ شَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ دَفَعْتُ إِلَيْهِ الدَّنَانِيرَ وَ مَا زِلْتُ أَحْمِلُ إِلَيْهِ مَا يَحْصُلُ فِي يَدِي بَعْدَ ذَلِكَ [مِنَ الدَّنَانِيرِ][5][6].
[قَالَ][7] وَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ بِلَالِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْمُهَلَّبِيَ[8]
[1] ليس في نسخة« ح».
[2] في نسخة« ف» على سريره.
[3] من البحار و نسخ« أ، ف، ح، م».
[4] لعلّ هذه الجملة من البزوفريّ، يعني يصف ابن قزدا حسنهما و حسن رجليه، و في نسخة« ح» و البحار: نصف حسنهما.
[5] ليس في البحار و نسخ« أ، ف، م».
[6] عنه البحار: 51/ 352.
[7] ليس في البحار.
[8] قال النجاشيّ: عليّ بن بلال بن أبي معاوية أبو الحسن المهلّبي الأزدي، شيخ أصحابنا بالبصرة، ثقة، سمع الحديث فأكثر.
و قد ذكره في ترجمة الحسين بن سعيد، و فيه: حدّثني أبو الحسن عليّ بن بلال بن معاوية بن أحمد المهلّبي بالبصرة.
و عدّه الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام قائلا:
عليّ بن بلال المهلّبي روى عنه ابن حاشر.