وَ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ رَفَعَهُ عَنِ الزهري [الزَّهْرَانِيِ] قَالَ: طَلَبْتُ هَذَا الْأَمْرَ طَلَباً شَاقّاً حَتَّى ذَهَبَ لِي فِيهِ مَالٌ صَالِحٌ فَوَقَعْتُ إِلَى الْعَمْرِيِّ وَ خَدَمْتُهُ وَ لَزِمْتُهُ وَ سَأَلْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ صَاحِبِ الزَّمَانِ ع فَقَالَ لِي لَيْسَ إِلَى ذَلِكَ وُصُولٌ فَخَضَعْتُ فَقَالَ لِي بَكِّرْ بِالْغَدَاةِ فَوَافَيْتُ[1] فَاسْتَقْبَلَنِي وَ مَعَهُ شَابٌّ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهاً وَ أَطْيَبِهِمْ رَائِحَةً بِهَيْئَةِ التُّجَّارِ وَ فِي كُمِّهِ شَيْءٌ كَهَيْئَةِ التُّجَّارِ فَلَمَّا نَظَرْتُ إِلَيْهِ دَنَوْتُ مِنَ الْعَمْرِيِّ فَأَوْمَأَ إِلَيَ[2] فَعَدَلْتُ إِلَيْهِ وَ سَأَلْتُهُ فَأَجَابَنِي عَنْ كُلِّ مَا أَرَدْتُ ثُمَّ مَرَّ لِيَدْخُلَ الدَّارَ وَ كَانَتْ مِنَ الدُّورِ الَّتِي لَا يُكْتَرَثُ[3] لَهَا فَقَالَ الْعَمْرِيُّ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَسْأَلَ سَلْ فَإِنَّكَ لَا تَرَاهُ بَعْدَ ذَا فَذَهَبْتُ لِأَسْأَلَ فَلَمْ يَسْمَعْ وَ دَخَلَ الدَّارَ وَ مَا كَلَّمَنِي بِأَكْثَرَ مِنْ أَنْ قَالَ مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ أَخَّرَ الْعِشَاءَ إِلَى أَنْ تَشْتَبِكَ النُّجُومُ[4] مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ أَخَّرَ الْغَدَاةَ إِلَى أَنْ تَنْقَضِيَ النُّجُومُ[5] وَ دَخَلَ الدَّارَ[6].
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَاقَانَ[7] الدِّهْقَانِ عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ داد [دَاوُدَ] بْنِ غَسَّانَ[8] الْبَحْرَانِيِّ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى
[1] في نسخ« أ، ف، م» فوافقت و في البحار: و استقبلني.
[2] أي أومأ إليّ أنّه الحجّة عليه السلام.
[3] لا يكترث لها أي لا يعبأ و لا يبالي بها( من حاشية نسخة الأصل).
[4] لعلّ لفظ« العشاء» مصحف و الصحيح« المغرب» و ذلك لأنّ وقته المسنون يبتدئ من سقوط الحمرة إلى سقوط الشفق المساوق لاشتباك النجوم، فمن أخّر صلاة المغرب عن اشتباك النجوم خالف السنّة.
[5] المراد إلى أن تغيب النجوم.
[6] عنه تبصرة الولي ح 68.
و في البحار: 52/ 15 ح 13 عنه و عن الاحتجاج: 479 و أخرجه في الوسائل: 3/ 147 ح 7 عن الاحتجاج نحوه.
و رواه في منتخب الأنوار المضيئة: 142 عن أحمد بن محمّد الأيادي يرفعه إلى الزهراني باختلاف يسير.
[7] في البحار: عبيد اللّه بن محمّد بن جابان، و في نسخة« ح» جابان.( خاقان خ ل) و في نسختي« أ، ف» حانان.
[8] في الأصل: عنان.