نام کتاب : الغيبة نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 109
بعد ينقلون إلى شيعته معالم الدين و يخرجون إليهم أجوبته في
مسائلهم فيه و يقبضون منهم حقوقه و هم جماعة كان الحسن بن علي ع عد لهم في حياته و
اختصهم أمناء له[1] في وقته و
جعل إليهم النظر في أملاكه و القيام بأموره بأسمائهم و أنسابهم و أعيانهم كأبي
عمرٍو عثمانَ بنِ سَعِيدٍ السَّمَّانِ و ابنِهِ أبي جعفر محمدِ بنِ عثمانَ بنِ
سَعِيدٍ و غيرهم ممن سنذكر أخبارهم فيما بعد إن شاء الله تعالى [و كانوا أهل عقل و
أمانة و ثقة ظاهرة و دراية و فهم و تحصيل و نَبَاهة][2] و كانوا معظَّمِين عند سلطان الوقت
لعظم أقدارهم و جلالة محلهم مكرمين لظاهر أمانتهم و اشتهار عدالتهم حتى أنه كان
يدفع عنهم ما يضيفه إليهم خصومهم و هذا يسقط قولهم أن صاحبكم لم يره أحد و دعواهم
خلافه.
فأما بعد انقراض أصحاب
أبيه فقد كان مدة من الزمان أخباره واصلة من جهة السفراء الذين بينه و بين شيعته و
يوثق بقولهم و يرجع إليهم لدينهم و أمانتهم و ما اختصوا به من الدين و النزاهة و
ربما ذكرنا طَرَفاً من أخبارهم فيما بعد[3].
فجاء ذلك موافقا لهذه
الأخبار فكان ذلك دليلا ينضاف إلى ما ذكرناه و سنوضح عن هذه الطريقة فيما بعد إن
شاء الله تعالى.
فأما خروج ذلك عن
العادات فليس الأمر على ما قالوه و لو صح لجاز أن ينقض الله تعالى العادة في ستر
شخص و يخفى أمره لضرب من المصلحة و حسن التدبير لما يعرض من المانع من ظهوره.