نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني جلد : 9 صفحه : 37
يصلحه الخير أصلحه الشر، مالك لا تقول كما كنت تقول لسعيد ومعاوية ؟ فيقولون: نتوب إلى الله، أقلنا أقالك الله، فما زال ذاك دأبه ودأبهم حتى قال: تاب الله عليكم . فكتب إلى عثمان يسترضيه عنهم ويسأله فيهم فردهم إلى الكوفة .
تاريخ الطبري 5: 88 - 90، الكامل لابن الأثير 3: 57 - 60، شرح ابن أبي الحديد 1: 158 - 160 ورأى هذه الصورة أصح ما ذكر في القضية، تاريخ ابن خلدون 2: 387 - 389، تاريخ أبي الفدا ج 1: 168 في حوادث سنة 33 .
كانت لائمة معاوية للقوم مزيجها الملاينة لاعن حلم، وخشونة لا يستمر عليها، كل ذلك لم يكن لنصرة حق أو ابتغاء إصلاح، وإنما كان يكاشفهم جلبا لمرضاة الخليفة، ويوادعهم لما كان يدور في خلده من هوى الخلافة غدا، وكان يعرف القوم بالشدة والمتبوعية، فما كان يروقه قطع خط الرجعة بينه وبينهم متى تسنى له الحصول على غايته المتوخاة، وكانت هذه الخواطر لا تبارحه، ولا يزال هو يعد الدقائق والثواني للتوصل إليها، وكان أحب الأشياء إليه اكتساح العراقيل دونها، ولذلك أطلق سراح