responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 8  صفحه : 304

أبو ذر ينكر على معاوية أشياء يفعلها فبعث إليه معاوية يوما ثلثمائة دينار فقال أبو ذر لرسوله: إن كانت من عطائي الذي حرمتمونيه عامي هذا ؟ اقبلها، وإن كاتنت صلة ؟ فلا حاجة لي فيها.

وردها عليه، ثم بنى معاوية الخضراء بدمشق فقال أبو ذر: يا معاوية ! إن كانت هذه من مال الله ؟ فهي الخيانة، وإن كانت من مالك ؟ فهي الإسراف، وكان أبو ذر يقول بالشام، والله لقد حدثت أعمال ما أعرفها، والله ما هي في كتاب الله ولا سنة نبيه (صلى اللّٰه عليه و آله)، والله إني لأرى حقا يطفأ، وباطلا يحيا، وصادقا مكذبا، وأثرة بغير تقى، وصالحا مستأثرا عليه.

فقال حبيب بن مسلمة الفهري لمعاوية: إن أبا ذر لمفسد عليكم الشام فتدارك أهله إن كان لك فيه حاجة.

وروى شيخنا أبو عثمان الجاحظ في كتاب السفيانية عن جلام بن جندل الغفاري قال: كنت غلاما لمعاوية على قنسرين والعواصم في خلافة عثمان فجئت إليه يوما أسأله عن حال عملي إذ سمعت صارخا على باب داره يقول: أتتكم القطار بحمل النار، اللهم العن الآمرين بالمعروف والتاركين له، اللهم العن الناهين عن المنكر المرتكبين له.

فازبأر [1] معاوية وتغير لونه وقال: يا جلام ! أتعرف الصارخ ؟ فقلت: الله لا.

قال: من عذيري من جندب بن جنادة يأتينا كل يوم فيصرخ على باب قصرنا بما سمعت ثم قال: ادخلوه علي فجئ بأبي ذر قوم يقودونه حتى وقف بين يديه فقال له معاوية: يا عدو الله وعدو رسوله ! تأتينا في كل يوم فتصنع ما تصنع، أما إني لو كنت قاتل رجل من أصحاب محمد من غير إذن أمير المؤمنين عثمان لقتلتك ولكنك استأذن فيك.

قال جلام: وكنت أحب أن أرى أبا ذر لأنه رجل من قومي فالتفت إليه فإذا رجل أسمر ضرب [2] من الرجال خفيف العارضين في ظهره حناء فأقبل على معاوية وقال: ما أنا بعدو لله ولا لرسوله، بل أنت وأبوك عدوان لله ولرسوله، أظهرتما الاسلام وأبطنتما الكفر، ولقد لعنك رسول الله (صلى اللّٰه عليه و آله) ودعا عليك مرات أن لا تشبع، سمعت رسول الله (صلى اللّٰه عليه و آله) يقول: إذا ولي الأمة الأعين [3] الواسع البلعوم الذي يأكل


[1] ازبأر الرجل ازبئرارا: تهيأ للشر.

[2] الضرب: الرجل الماضي الندب.

[3] في لفظ الحديث سقط كما لا يخفى.

نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 8  صفحه : 304
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست