responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 7  صفحه : 69

المغالاة في الفضائل

لما وقع غير واحد من شعراء الغدير نظراء المترجم البرسي - في شبك النقد والاعتراض، ورموا بالغلو، وجاء غير واحد من المؤلفين[1] فشن عليهم الغارات بالقذف والسباب المقذع فيهمنا إيقاف الباحث على هذا المهم حتى لا يستهويه اللغب و الصخب، ولا يصيخ إلى النعرات الطائفية الممقوتة، وقول الزور فنقول : الغلو على ما صرح به أئمة اللغة كالجوهري والفيومي والراغب وغيرهم هو تجاوز الحد، ومنه غلا السعر يغلو غلاء، وغلا الرجل غلوا، وغلا بالجارية لحمها وعظمها إذا أسرعت الشباب فجاوزت لداتها قال الحرث بن خالد المخزومي :

خمصـانة قلق موشحها * رود الشباب غلابها عظم

ومنه قول رسول الله (صلى اللّٰه عليه و آله): لا تغالوا في النساء فإنما هن سقيا الله[2] وقول عمر : لا تغالوا في مهور النساء[3] والغلو ممقوت لا محالة أينما كان وحيثما كان في أي أمر كان ، ولا سيما في الدين وعليه ينزل قوله تعالى في موضعين[4] من الذكر الحكيم: يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم.

ويعني في ذلك كما ذكره المفسرون[5] غلو اليهود في عيسى حتى قذفوا مريم، وغلو النصارى فيه حتى جعلوه ربا.

فالافراط والتقصير كله سيئة .

والحسنة بين السيئتين كما قاله مطرف بن عبد الله، وقال الشاعر :

وأوف ولا تستـوف حقـك كله * وصافـح فـلم يستوف قط كريم

ولا تغل في شئ من الأمر واقتصد * كـلا طـرفي قصد الأمور ذميم


[1] كابن تيمية وابن كثير، والقصيمي وموسى جار الله. ومن لف لفهم .

[2] البيان والتبيين 2 ص 21 .

[3] راجع الجزء السادس من الكتاب ص 96 ط 2 .

[4] النساء: 171، المائدة: 77 .

[5] تفسير القرطبي 6 ص 21.

نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 7  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست