responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 7  صفحه : 330

(الغاية للقالة)

أحسب إن القوم لم ينسجوا هذا الإفك على نول الجهل بتراجم الرجال فحسب ، ولا إن لهم مأربا في آباء المهاجرين أسلموا أو لم يسلموا، أو أن لهم غاية في إسلام أبوي أبي بكر، لكنهم زمروا لما لم يزل لهم فيه مكاء وتصدية من تكفير سيد الأباطح شيخ الأئمة أبي طالب والد مولانا أمير المؤمنين (سلام الله عليهما)، وذلك بعد أن عجزوا عن الوقيعة في الولد فوجهوها إلى الوالد أو إلى الوالدين كما فعله الحافظ العاصمي في زين الفتى.

وكان من تهويلهم في تخفيف تلكم الوطأة أن جروا ذلك إلى والدي النبي المعظم (صلى اللّٰه عليه و آله) وعليهما حتى قال العاصمي في زين الفتى عند بيان وجه الشبه بين النبي والمرتضى صلى الله عليهما وآلهما: أما تشبيه الأبوين في الحكم والتسمية فإن النبي في كثره ما أنعم الله تعالى عليه ووفور إحسانه إليه لم يرزقه إسلام أبويه، وعلى هذا جمهور المسلمين[1] إلا شرذمة قليلون لا يلتفت إليهم، فكذلك المرتضى فيما أكرمه الله به من الأخلاق والخصال وفنون النعم والافضال لم يرزقه إسلام أبويه ا ه .

فلم تفتأ لهم في ذلك جلبة ولغط مكابرين فيهما المعلوم من سيرة شيخ الأبطح وكفالته لصاحب الرسالة، ودرعه عنه كل سوء وعادية، وهتافه بدينه القويم، وخضوعه لمناموسه الإلهي في قوله وفعله وشعره ونثره، ودفاعه عنه بكل ما يملكه من حول وطول .

ولو لا أبو طـالب وابـنـه * لما مثـل الـدين شخـصا وقام

فـذاك بمـكـة آوى وحـامى * وهـذا بـيـثرب جـس الحمام

تكـفـل عـبـد منـاف بأمـر * وأودى فكـان عـلـي تمـام

فقـل فـي ثـبير مـضى بعـد ما * قضى ما قـضاه وأبـقى شمام


[1] كما فعله الحافظ العاصمي في زين الفتى.

[2] أفك الرجل على جمهور المسلمين، فإن الإمامية والزيدية على بكرة أبيهم ومن حذا حذوهم من محققي أهل السنة ذهبوا إلى إسلام والدي النبي الأقدس، ومن شذ عنهم فلا يأبه به ولا يلتفت إليه.

نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 7  صفحه : 330
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست