يا راكب الهوجل المحبوك تحمله[1] * إلى زيـارة خـير العجـم والعرب
إذا قضيـت فـروض الحج مكتملا * ونلت إدراك مـا في النفس من إرب
وزرت قبـر رسـول الله سيـدنا * وسيـد الخـلق مـن ناء ومقترب
قـف موقـفي ثم سلم لي عليه معا * حـتى كـأني ذاك اليـوم لم أغب
واثـن السلام إلى أهل البقيع فلي * بهـا أحـبة صـب دائـم الوصب
وبثـهم صبـوتي طول الزمان لهم * وقـل بدمع عـلى الخدين منسكب
: يا قـدوة الخلق في علم وفي عمل * وأطهـر الخلق في أصل وفي نسب
وصلـت حـبل رجائي في حبائلكم * كـما تعـلق فـي أسبـابكم سببي
دنوت في الدين منـكم والوداد فلو * لا دان لـم يدن من أحسابكم حسبي
مديحـكم مـكسبي والدين مكتسبي * ما عشت والظن في معروفكم نشبي
فإن عدتني الليالي عـن زيـارتكم * فـإن قـلبي عـنكم غـير منقلب
قـد سيط لحمي وعظمي في محبتكم * وحبكـم قد جرى في المخ والعصب
هجـري وبغضي لمن عاداكم ولكم * صدقي وحبي وفي مدحي لكم طربي
فتـارة أنـظم الأشـعار ممتـدحا * وتـارة أنـثر الأقـوال في الخطب
حتـى جعـلت مقال الضد من شبه * إذ صغت فيكم قريض القول من ذهب
أعـملت في مدحكم فكري فعلمني * نظـم المديح وأوصـاني بذاك أبي
فهـل أنـال مفـازا في شفاعتكم * مما احتقبـت له في سائر الحقب ؟
فـيا مغامس ! احبس في مدائحهم * تـلك القـوافي وأجر الله فاحتسب
[1] الهوجل: الناقة التي بها هوج من سرعتها. المحبوك: مشدود الوسط.