نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني جلد : 7 صفحه : 185
عن الفحص عن الخليفة إلى أن يحضر أبو بكر وكان غائبا بالسنح[1] خارج المدينة، وكان الأمر دبر بليل ، ألا ترى أن غير واحد من أعلام القوم قد اعتذروا عن إنكار عمر موته (صلى اللّٰه عليه و آله) سلم بغير الجهل فمنهم من قال: إن ذلك كان لتشوش البال، واضطراب الحال، والذهول عن جليات الأحوال[2] ومنهم من اعتذر بقوله: خبل عمر في وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) فجعل يقول: إنه والله ما مات ولكنه ذهب إلى ربه[3] .
(المظهر الثاني) وجاء ابن حجر من علم الخليفة بمظاهر أخرى واحتج بها على كونه أعلم الصحابة على الإطلاق.
منها: ما أخرجه البخاري في صحيحه في صلح الحديبية عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: فأتيت نبي الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت: يا نبي الله ألست نبي الله حقا ؟ قال: بلى قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال: بلى قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذن ؟ قال: إني رسول الله ولست أعصيه، وهو ناصري.
قلت: أو ليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟ قال: بلى، أفأخبرتك أنك تأتيه العام ؟ قلت: لا.
قال: فإنك آتيه ومطوف به.
قال: فأتيت أبا بكر رضي الله عنه فقلت: يا أبا بكر: أليس هذا نبي الله حقا ؟ قال: بلى.
قلت: ألسنا على الله وعدونا على الباطل ؟ قال: بلى.
قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذن.
فقال: أيها الرجل ! إنه رسول الله ولن يعصي ربه وهو ناصره، فاستمسك بغرزه، فوالله إنه على الحق.
فقلت: أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟ قال: بلى فأخبرك أنك تأتيه العام ؟ قلت: لا.
قال: فإنك آتيه ومطوف به .
قال الأميني: هل في هذه الرواية غير أن أبا بكر كان مؤمنا بنبوة رسول الله ، وبطبع الحال إن كل من اعتنق هذا المبدء يرى أنه (صلى اللّٰه عليه و آله) لا يعصي ربه وهو ناصره و أن كل ميعاد جاء به لا بد وأن يقع في الأجل المضروب له إن كان موقتا وإلا فهو يقع
[1] تاريخ الطبري 3 ص 197، طبقات ابن سعد رقم التسلسل ط مصر: 786، تفسير القرطبي 4: 223 عيون الأثر 2: 339 .