وكـان الحسين الصارم الحازم الذي * متـى يقصر الأبطال في الحرب يشدد
شبـيه رسول الله في البأس والندى * وخـير شهـيد ذاق طعـم المهند
لمصـرعه تبـكي العـيون وحقها * فلله مـن جـرم وعـظـم تودد
فبعـدا وسحـقا لليـزيد وشمره * ومن سار مسرى ذلك المقصد الردي
وذكر فيها سيد الشهداء حمزة (سلام الله عليه) وقال:
ومـن مثل ليث الله حمزة ذي الندى * مبـيد العـدا مأوى الغريب المطرد ؟
فكـم حـز أعـناق العداة بسيفه ؟ * وذب عـن (المخـتار) كـل مشـدد
فـقال رسـول الله: هـذا أمـرته * ولـي أسـد ضـار لـدى كل مشهد
وقـال أبو جهل: أجبت " محمدا " * لـما شـاءه فاهتـز هـزة سيـد
وأهـوى لـه بالقوس ما بين قومه * ونـال وأخـرى بالحـسـام المهند
وقـال لـه: إنـي على دينه فـإن * أطقـت فعـرج عـن طريقي فاردد
فـذل أبـو جـهل وأبـدى تلطفا * مقـرا بقبح السب في حق " أحمد "
فعـاد وقـد نـال السعادة واهتدى * وأضحـي لـدين الله أكـرم مسعد
وفـي يـوم بدر حث عند سؤالهم * لمـا شهـدوا مـن بأسه المتوقد
لمـن كـان أعـلام بريش نعامة * يشـردنا مثـل النـعام المشـرد
فـذاك الـذي والله قـد فعلت بنا * أفاعـيـله فـي الحرب ما لم تعود
وفـي أحـد نـال الشهادة بعد ما * أذاق سباعـا للـردى شـر مورد
ففـاز وأضحـى سيد الشهداء في * مـلائكة الـرحمن يسعى ويغتدي
وصـلى رسـول الله سبعين مرة * عـلـيه إلى ثـنـتـين عـند التعدد
وقـال: مصـاب لن نصاب بمثله * وإن كـان لـي يوم سأجزي بأزيد
وزاد إلى فـضل العـمومة أنـه * أخـوه رضـاعا هكذا المجد فاشهد
وما زال ذا عرض مصون عن الأذى * ومـال مهـان فـي العطايا مبدد
كـريم متـى ما أوقد النار للقرى * تـجد خـير نـار عندها خير موقد
وذكر فيها سيدنا العباس عم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال من أبيات أولها:
وقـد بلـغ العباس في المجد رتبـة * تقـول لبـدر التـم قصرت فابعد