responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 4  صفحه : 346

عمتك إلى حتى أنتقم منها فأمر بأخذها فأرسل إليها فأخذها قهرا واحضرت عنده فقتلها ووصى بالوزارة لابنه رزيك ولقب العادل فانتقل الأمر إليه بعد وفاة أبيه، وللصالح أشعار حسنة بليغة تدل على فضل غزير فمنها في الافتخار:

أبى الله إلا أن يدوم لـنا الدهـر * ويخـدمنا في ملكنا العز والنصر

عـلمنـا بأن المال تفنى ألوفه * ويبقى لـنا من بعده الأجر والذكر

خلطـنا النـدى بالباس حتى كأننا * سحاب لديه البرق والرعد والقطر

قـرانا إذا رحنا إلى الحرب مرة * قـرانا ومن أضيافنا الذئب والنسر

كمـا أنـنا في السلم نبذل جودنا * ويـرتع فـي أنعامنا العبد والحر

وكان الصالح كريما فيه أدب وله شعر جيد وكان لأهل العلم عنده اتفاق، ويرسل إليهم العطاء الكثير، بلغه أن الشيخ أبا محمد بن الدهان النحوي البغدادي المقيم بالموصل قد شرح بيتا من شعره وهو هذا:

تجنب سمعي ما يقول العـواذل * وأصبح لي شغل من الغز وشاغل

فجهز إليه هدية سنية ليرسلها إليه فقتل قبل إرسالها، وبلغه أيضا أن إنسانا من أعيان الموصل قد أثنى عليه بمكة فأرسل إليه كتابا يشكره ومعه هدية، وكان الصالح إماميا لم يكن على مذهب العلويين المصريين، ولما ولى العاضد الخلافة وركب سمع الصالح ضجة عظيمة فقال: ما الخبر ؟ فقيل: إنهم يفرحون فقال: كأني بهؤلاء الجهلة وهم يقولون: ما مات الأول حتى استخلف هذا.

وما علموا أنني كنت من ساعة استعرضهم استعراض الغنم قال عمارة [1]: دخلت على الصالح قبل قتله بثلاثة أيام فناولني قرطاسا فيه بيتان من شعر وهما:

نحـن في غـفلة ونوم وللموت * عـيون يقـظانة لا تـنـام

قـد رحلـنا إلـى الحمام سنينا * ليت شعري متى تكون الحمام ؟!

فكان آخر عهدي به. وقال عمارة أيضا: ومن عجيب الاتفاق إنني أنشدت ابنه قصيدة أقول فيها:

أبوك الذي تسطو الليالي بحده * وأنـت يمين إن سطا وشمال


[1] أحد شعراء الغدير في القرن السادس يأتي شعره وترجمته في هذا الجزء.

نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 4  صفحه : 346
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست