وقال الحموي: حدثني الخالع قال: إجتزت بالناشي يوما وهو جالس في السراجين فقال لي: وقد عملت قصيدة قد طلبت وأريد أن تكتبها بخطك حتى أخرجها.
فقلت: أمضي في حاجة وأعود، وقصدت المكان الذي أردته وجلست فيه فحملتني عيني فرأيت في منامي أبا القاسم عبد العزيز الشطرنجي النائح فقال لي: أحب أن تقوم فتكتب قصيدة الناشي البائية فإنا قد نحنا بها البارحة بالمشهد، وكان هذا الرجل قد توفي وهو عائد من الزيارة، فقمت ورجعت إليه وقلت: هات البائية حتى أكتبها، فقال: من أين علمت أنها بائية ؟ وما ذكرت بها أحدا، فحدثته بالمنام فبكى، وقال: لا شك أن الوقت قد دنا فكتبتها فكان أولها:
رجـائي بعيد والممات قريب * ويخطئ ظني والمنون تصيب
قال الأميني: ومن البائية في المديح قوله:
أناس علوا أعلا المعالي من العلا * فليـس لهـم في الفاضلين ضريب