القرن الرابع
20ـ أبو القاسم الزاهي
المولود 318 المتوفى 352
لا يهـتدي إلى الرشاد من فحص * إلا إذا والـى عـليا وخـلص
ولا يـذوق شـربـة من حوضه * من غـمس الولا عليه وغـمص
ولا يشـم الـروح مـن جنانه * مـن قال فيه من عداه وانتـقص
نفـس النبي المصطفى والصـنو * والخـليفة الـوارث للعـلم بنص
مـن قـد أجاب سابقا دعـوتـه * وهـو غـلام وإلى الله شخـص
ما عـرف اللات ولا العـزى ولا * انثـنى إليهـما ولا حـب ونص
من ارتـقى متن النبي صاعـدا * وكـسر الأوثان في أولـى الفرص
وطهر الكعـبة من رجس بهـا * ثم هـوى للأرض عنها وقـمص
من قـد فدا بنـفسه محـمدا * ولم يكـن بنـفسه عنه حـرص
وبـات من فوق الفراش دونـه * وجـاد فيـما قد غلا وما رخـص
مـن كـان في بدر ويوم أحـد * قـط من الأعناق ما شـاء وقص
فـقال جبريل ونادى : لا فـتـى * إلا عـلي عـم في القـول وخص
مـن قد عمرو العامري سيـفه * فخـر كـالفيل هوى وما قحـص
وراء مـا صـاح : ألا مبـارز * فالتوت الأعناق تشكو من وقص[1]
مـن اعـطي الرايـة يوم خيبر * من بعـدما بها أخو الدعوى نكص
وراح فيهـا مبصرا مستبصـرا * وكـان أرمـدا بعـينيه الرمص
فاقتـلع الـباب ونـال فتحـه * ودك طـود مرحب لما قعـص [2]
[1] وقص العنق : كسرها ودقها.
[2] قعصه واقعصه : قتله مكانه. أجهز عليه.