responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 3  صفحه : 292

وأما التقديس والمعجزات فليسا من الغلو في شئ فإن القداسة بطهارة المولد، ونزاهة النفس عن المعاصي والذنوب، وطهارة العنصر عن الديانا والمخازي لازمة منصة الأئمة، وشرط الخلافة فيهم كما يشترط ذلك في النبي (صلى اللّٰه عليه و آله).

وأما المعجزات فإنها من مثبتات الدعوى، ومتمات الحجة، ويجب ذلك في كل مدع للصلة بينه وبين ما فوق الطبيعة، نبيا كان أو إماما، ومعجز الإمام في الحقيقة معجز للنبي الذي يخلفه على دينه وكرامة له، ويجب على المولى سبحانه في باب اللطف أن يحقق دعوى المحق بإجراء الخوارق على يديه، تثبيتا للقلوب، و إقامة للحجة، حتى يقربهم إلى الطاعة ويبعدهم عن المعصية، لدة ما في مدعي النبوة من ذلك، كما يجب أيضا أن ينقض دعوى المبطل إذا تحدى بتعجيزه كما يؤثر عن مسيلمة وأشباهه.

وإن من المفروغ عنه في علم الكلام كرامات الأولياء، وقد برهنت عليها الفلاسفة بما لا معدل عنه ويضيق عنه المقام، فإذا صح ذلك لكل ولي، فلماذا يعد غلوا في حجج الله على خلقه ؟ وكتب أهل السنة وتآليفهم مفعمة بكرامات الأولياء، كما أنها معترفة بكرامات مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه).

وأما الاستغاثة والنداء والانقطاع وما أشار إليها فلا تعدو أن تكون توسلا بهم إلى المولى سبحانه، واتخاذهم وسائل إلى نجح طلباتهم عنده جلت عظمته، لقربهم منه، وزلفتهم إليه، ومكانتهم عنده، لأنهم عباد مكرمون، لا لأن لذواتهم القدسية دخلا في إنجاح المقاصد أولا وبالذات، لكنهم مجاري الفيض، وحلقات الوصل، ووسايط بين المولى وعبيده [ كما هو الشأن في كل متقرب من عظيم يتوسل به إليه ] وهذا حكم عام للأولياء والصالحين جميعا، وإن كانوا متفاوتين في مراحل القرب، كل هذا مع العقيدة الثابتة بأنه لا مأثر في الوجود إلا الله سبحانه، ولا تقع في المشاهد المقدسة كلها من وفود الزائرين إلا ما ذكرناه من التوسل [1]، فأين هذه من مضادة التوحيد ! ؟ وأين هؤلاء من الخصومة معه ومع أهله ؟ ! فذرهم وما يفترون إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون.


[1] فصلنا القول في ذلك في الجزء الخامس من كتابنا هذا.

نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 3  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست