responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 3  صفحه : 259

أقلام الكاتبين ومن يبشع أمر قتله ويزيد به نار العداوة تأجيجا، وقد ذهب الجميع إلى ربهم يحاسبهم على ما فعلوا ؟ والتاريخ يأخذ من ذلك عبرة وهي : أنه لا ينبغي لمن يريد عظائم الأمور أن يسير إليها بغير عدتها الطبيعية، فلا يرفع سيفه إلا إذا كان معه من القوة ما يكفل النجاح أو يقرب من ذلك، كما أنه لا بد أن تكون هناك أسباب حقيقية لمصلحة الأمة، بأن يكون جور ظاهر لا يحتمل، وعسف شديد ينوء الناس بحمله، أما الحسين فإنه خالف يزيد وقد بايعه الناس، ولم يظهر منه ذلك الجور ولا العسف عند إظهار هذا الخلاف 129 - 130.

وقبل هذه الجمل يبرر ساحة يزيد عن الظلم والجور ويراه قرب علي بن الحسين إليه وأكرمه ونعمه.

ج - ليت الرجل كتب ما كتب بعد الحيطة بشئون الخلافة الإسلامية و شروطها، وما يجب أن يكتنفه الخليفة من حنكة لتدبير الشئون، وملكة لتهذيب النفوس، ونزاهة عن الرذائل ليكون قدوة للأمة، ولا ينقض ما يدعو إليه ببوائقه ؟ ؟، إلى أمثالها من غرائز يجب أن يكون حامل ذلك العبء الثقيل متحليا بها، لكنه كتب وهو يجهل ذلك كله، وكتبه على حين أنه لم يحمل إلا نفسا ضئيلة تقتنع بما يحسبه دعة تحت نير الاضطهاد، وعلى حين أن ضعف الرأي ودقة الخطر يحبذان له راحة مزعومة في ظل الاستعباد، فلا نفس كبيرة تدفعه إلى الهرب من حياة الذل، ولا عقل سليم يعرفه مناخ الضعة، ولا إحاطة بتعاليم الاسلام تلقنه دروس الآباء والشهامة، ولا معرفة بعناصر الرجال ليعلم من نفسياتهم الكم والكيف، فلا عرف يزيد الطاغية حتى يعلم أنه لا مقيل له في مستوى الخلافة.

ولاعرف حسين السؤدد والشرف والإباء و والشهامة، حسين المجد والامامة، حسين الدين واليقين، حسين الفضل والعظمة، حسين الحق والحقيقة، حتى يخبت إلى أن من يحمل نفسا كنفسه لا يمكنه البخوع ليزيد الخلاعة والمجون، يزيد الاستهتار والفسوق، يزيد النهمة والشره، يزيد الكفر والالحاد لم ينهض بضعة المصطفى إلا بواجبه الديني، فإن كل معتنق للحنيفية البيضاء يرى في أول فرايضه أن يدافع عن الدين بجهاد من يريد أن يعبث بنواميسه، ويعيث في طقوسه، ويبدل تعاليمه، ويعطل أحكامه، وإن أظهر مصاديق كلي ينطبق عليه هذه الجمل هو : يزيد الجور والفجور والخمور، الذي كان يعرف بها على عهد أبيه كما قال مولانا الحسين

نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 3  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست