responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 3  صفحه : 198

ومن استشف الحقيقة من هذا الموقف علم أنها قضية شخصية لا تعد قصة تبوك لما كان (صلى اللّٰه عليه و آله) يعلمه من عدم وقوع الحرب فيها، وكانت حاجة المدينة إلى خلافة مثل أمير المؤمنين عليها مسيسة لما تداخل القوم من عظمة ملك الروم (هرقل) و تقدم جحفله الجرار، وكانوا يحسبون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحشده الملتف به لا قبل لهم به، ومن هنا تخلف المتخلفون من المنافقين، فكان أقرب الحالات في المدينة بعد غيبة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يرجف بها المنافقون للفت في عضد صاحب الرسالة، والتزلف إلى عامل بلاد الروم الزاحف، فكان من واجب الحالة عندئذ أن يخلف عليها أمير المؤمنين ((عليه السلام))المهيب في أعين القوم، والعظيم في النفوس الجامحة، وقد عرفوه بالبأس الشديد، والبطش الصارم، إتقاء بادرة ذلك الشر المترقب.

وإلا فأمير المؤمنين ((عليه السلام))لم يتخلف عن مشهد حضره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا تبوك [1] وعلى هذا إتفق علماء السير كما قال سبط ابن الجوزي في (التذكرة) ص 12.

وفي وسع الباحث أن يستنتج ما بيناه من قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي : كذبوا ولكن خلفتك لما ورائي. فيما أخرجه ابن إسحق بإسناده عن سعد بن أبي وقاص قال : لما نزل رسول الله الجرف طعن رجال من المنافقين في إمرة علي وقالوا : إنما خلفه استثقالا فخرج علي فحمل سلاحه حتى أتى النبي (صلى اللّٰه عليه و آله) بالجرف فقال : يا رسول الله ؟ ما تخلفت عنك في غزاة قط قبل هذه قد زعم المنافقون إنك خلفتني استثقالا.

فقال : كذبوا ولكن خلفتك لما ورائي. الحديث [2] ومما صح عنه (صلى اللّٰه عليه و آله) حين أراد أن يغزو أنه قال : ولا بد من أن أقيم أو تقيم. فخلفه [3].

إذا عرفت ذلك كله فلا يذهب عليك أن قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : لا ينبغي أن أذهب إلا و أنت خليفتي. ليس له مغزى إلا خصوص هذه الواقعة، وليس في لفظه عموم يستوعب


[1] الاستيعاب 3 ص 34 هامش الإصابة، شرح التقريب 1 ص 85، الرياض النضرة 2 ص 163، الصواعق 72، الإصابة 2 ص 507، السيرة الحلبية 3 ص 148، الاسعاف 149.

[2] الرياض النضرة 2 ص 162، الامتاع للمقريزي 49 ؟ ؟، عيون الأثر 2 ص 217، السيرة الحلبية 3 ص 148، شرح المواهب للزرقاني 3 ص 69، سيرة زيني دحلان 2 ص 338.

[3] أخرجه الطبراني بطريق صحيح كما في مجمع الزوائد 9 ص 111.

نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 3  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست