نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني جلد : 2 صفحه : 370
* (أما نبوغه في الأدب) * فأي برهنة له أوضح من شعره السائر ؟ ! الذي تلهج به الألسن، وتتضمنه طيات الكتب، ويستشهد به في إثبات معاني الألفاظ ومواد اللغة، ويهتف به في مجتمعات الشيعة آناء الليل وأطراف النهار، ذلك الشعر السهل الممتنع الذي يحسب السامع لأول وهلة أنه يأتي بمثيله ثم لما خاض غماره، وطفق يرسب ويطف بين أواذيه، علم أنه قصير الباع، قصير الخطا، قصير المقدرة عن أن يأتي بما يدانيه فضلا عما يساويه .
كان محمد بن القاسم بن مهرويه يقول : سمعت أبي يقول : ختم الشعر بدعبل .
و قال البحتري : دعبل بن علي أشعر عندي من مسلم بن الوليد فقيل له : كيف ذلك ؟ ! قال : لأن كلام دعبل أدخل في كلام العرب من كلام مسلم، ومذهبه أشبه بمذاهبهم وكان يتعصب له [1] .
وعن عمرو بن مسعدة قال : حضرت أبا دلف عند المأمون وقد قال له المأمون أبي شيء تروي لأخي خزاعة يا قاسم ؟ ! فقال : وأي أخي خزاعة يا أمير المؤمنين ؟ ! قال : و من تعرف فيهم شاعرا ؟ ! فقال : أما من أنفسهم فأبو الشيص ودعبل وابن أبي الشيص وداود بن أبي رزين، وأما من مواليهم فطاهر وابنه عبد الله .
فقال : ومن عسى في هؤلاء أن يسئل عن شعره سوى دعبل ؟ ! هات أي شيء عندك فيه .
وقال الجاحظ : سمعت دعبل بن علي يقول : مكثت نحو ستين سنة ليس من يوم ذر شارقه إلا وأنا أقول فيه شعرا [2] ولما أنشد دعبل أبا نواس شعره :
أين الشباب ؟ ! وأية سلكا ؟ ! * لا أيـن يطلب ؟ ! ضل بل هلك
لا تعجـبي يا سلـم من رجل * ضحـك المشيب برأسه فبكى
فقال : أحسنت ملاء فيك وأسماعنا .
قال محمد بن يزيد : كان دعبل والله فصيحا [3] وهناك كلمات ضافة حول أدبه والثناء عليه لا يهمنا ذكرها .
أخذ الأدب عن صريع الغواني مسلم بن الوليد [4] واستقى من بحره وقال : ما زلت
[4] كان شاعرا متصرفا في فنون القول حسن الأسلوب أستاذ الفن : ويقال : إنه أول من قال الشعر المعروف بالبديع ووسعه وتبعه فيه أبو تمام وغيره توفي بجرجان سنة 208 .
نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني جلد : 2 صفحه : 370